الزهرة إبراهيم - مكناس / جديد أنفو

الجموح الرابع عشر


لماذا لم يتجاوب ساكنة فجيج مع مشروع القرية السياحية؟


تراهن مشاريع الاستثمار على شيء اسمه الشفافية واحترام حقوق الزبون والشركاء في المعلومة لا سيما المتعلقة بالقوانين المنظمة للتعاقدات العقارية.

لكن هذا المعيار ينتفي جملة وتفصيلا في من يقدمون أنفسهم كمخاطبين أو مُشهرين أو مروّجين لهذا المنتوج الذي يشاع أن فجيج تراهن عليه لتنمية القطاع السياحي لجذب الزوار إليها.

إن الخلل جوهري منذ البدء - ذلك أن هذا النوع من القرى السياحية القائمة على مبدأ عدم الملكية الدائمة وحرية التصرف في البيوت ذات الطابق الواحد المعدة لتمضية العطل Bungalow ( التي غالبا ما تكون من خشب، واسمها باللغة العربية: طِرْزٌ)- لا يتوافق بالبات والمطلق مع ذهنية أهل فجيج الذين يتفانون في امتلاك العقار وصونه والتمتع في التصرف فيه بكامل الحرية من دون أن يشاركهم فيه أحد. وحقيقة هذه البيوت أنها تظل رهن إشارة "جمعية الأمل" ولا يستفيد منها صاحبها إلا أياما معدودات في السنة مقابل استفادته من بيوت أخرى سياحية بمناطق أخرى في المغرب إذا كانت الجمعية تملكها فعلا. بما أن القانون ينص على ترك مفاتيح البيت في مكتب الاستقبال!!!؟؟؟
ونحدد فشل هذا المشروع المتمثل في عزوف الغالبية عنه، في الآتي:

1. غياب الوضوح والشفافية في القانون المنظم للمشروع. وعدم وجود شخص مسؤول عن التواصل، بحيث إن القائم بهذا الأمر هو المقاول المكلف بالبناء الذي يحاول أن يروج للمشروع كيفما اتفق. وهاته أمور نصنفها في إطار الاستخفاف بساكنة فجيج. ألا يتسحقون مثلا أن يستقبلهم إطار متخصص ويشرح لهم برحابة صدر ما يتعلق بالمشروع، ويقدم بين يديهم جميع الوثائق الضرورية ليعرفوا أن سيضعون أموالهم؟

2. التعتيم الممارس من طرف المقاول حين يطلب الراغبون في الانخراط قانون الجمعية، الذين يصل أحيانا إلى سوء التصرف والنرفزة غير المبررة لسبب بسيط أنهم يبحثون عن بنود القانون المنظم لهذا الاستثمار؟!

3. السعر الباهض لهذه البيوت الذي يقول بأنها تتراوح بين 15 و 18 مليون سنتيم، علما بأن قرى سياحية من هذا النوع في مناطق أخرى من المغرب لا يتجاوز الانخراط فيها 8 مليين سنتيم.

4. مطالبة الراغبين بامتلاك طرز بدفع 20000 درهم وصورة من البطاقة الوطنية، كتسبيق دون أن يعطوا مقابل ذلك لا وصل ولا يوقعون عقدة.

إن المراهنة على هذا النوع من الاستثمار السياحي المشوب بالتعتيم وعدم وضوح المساطر من شأنه أن يبقي دار لقمان على حالها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.