الزهرة ابراهيم - مكناس / جديد أنفو
الجموح الحادي عشر : حقل ألغام في انتظار الكارثة
مدينة في العقد الثاني من الألفية الثالثة من دون صرف صحي.. هذا هو حال فجيج!
قال عبد الكريم برشيد على لسان إحدى الشخصيات في مسرحية "امرؤ القيس في باريس"
ما أصعب أن نُحْسَبَ على قوم خطأ!
هذا هو حال مدينة فجيج في مغرب يحسب نفسه على الحداثة
الحداثة الحقيقية تبدأ من التفاصيل الأساس في حياة المواطن وحقوقه الصحية، والعمرانية، والبيئية.
ولا حرج من القول إن الحداثة الصحيحة تبدأ من سياسة تدبير المراحيض، ومياه المطابخ والحمامات، ومياه الأمطار، أم أن التدبير الحداثي، في عرف المعنيين، يبني مشاريعه على توقعات الجفاف الله يحفظ ويستر! ربما لهذا السبب تنعم فجيج خلال موسم المطر بالعواصف الرملية والبرد الحافي، وشح التساقطات..
في فجيج، لا زال الناس حين يبنون منازلهم الحديثة أو يعيدون ترميم بيوت قديمة على شكل "رياضات"، يحفرون مطامير لتجميع المياه العديمة ونفايات الوادي الحار كما فعل البناة القدامى... لقد تغير الزمن، وصار استهلاك الماء قويا داخل البيوت، وحتى الغسيل والاستحمام الذي كان يتم في "إيفلي" والبحبوحة قد توقف باستثناء سواقي قصر زناقة
ألا زال أصحاب الشأن المحلي ينتظرون 50 سنة أخرى ليفكروا في تخليص الساكنة من الألغام الموقوتة في كل بيت بيت!
أو أنهم لا حول لهم ولا قوة للقيام بما قام به المجتمع المدني في قصر الحمام الفوقاني الذي اعتمد على إرادة السكان وتمويل جهات معينة لربح هذا الرهان. فهللوا وزغردوا لهذا الإنجاز ليتهربوا من مسؤولياتهم ويتركوا الساكنة وجها لوجه مع إكراهات حاجياتهم الأساس.
أتساءل: إذا كان أمر الصرف الصحي لم ينجز إلى حد الآن في فجيج - علما بأن ساكنة عدد من الأحياء الجديدة مستاؤون من المشروع الذي بدأ منذ سنوات، وتوقف من دون تبرير، تاركا آفات من الحفر والأتربة على الطرقات - فمعناه أن المجلس، بمسيريه ومعارضيه، الذين يعول عليهم أكثر في حسم هذا الملف، عاجزين عن تدبير شؤون مدينة بهذا الحجم.. أحرى أن ينجحوا في ذلك حين يكبر النسيج العمراني؟!.
هل ستتجرأ البرامج المزعومة للاستحقاقات المحلية المقبلة على رفع شعار تجهيز المدينة بالصرف الصحي والوفاء به؟ أم أنها ستلوذ بالصمت، حفظا لماء الوجه، وعدم التلاعب بأحلام الساكنة التي ترتع على ألغامها راضية مرضية؟! .