هشام العيدي / جديد انفو
ونحن نطالع صفحات ال Facebook صعودا ونزولا تتراءى أمام أعيننا مجموعة من الشكايات القضائية ضد مجموعة من الأعمال الدرامية بدعوى المساس بمهن معينة كالمحاماة والتمريض وموظفين السكك الحديدية والتوثيق العدلي، وربما غدا مهن أخرى ترى نقاباتها أن هذه الأعمال الدرامية تمس معنويا أو حتى رمزيا بسمعة موظفيها. وفي ظل هذا التهافت من أجل خلق نقاش عقيم يبعدنا عن نقاش الأمور الجوهرة المتعلقة بالعبث الذي يطال ليس فقط مشهدنا الفني والثقافية، بل أساسا مشهدنا السياسي والردة الحقوقية في جميع المستويات، والعنف الذي طال الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد والتنكيل بهم دون أن ننسى المس بالمكتسبات التي ناضلنا من أجلها لعقود. في ظل هذا السياق ينتابني شعور بدوري أنا الآخر أن أرفع دعوى قضائية ضد االإعلام العمومي المغربي ولم لا العربي بشكل عام والذي يعمل منذ سنوات على الترويج لصورة مشوهة عن الأستاذ عبر التنقيص من نبل رسالته وتقديم شخصيته للمشاهد بصورة سلبية شكلا ومضمونا، بحيث تصور أغلب الانتاجات الدرامية المغربية والعربية منها الأستاذ في صورة الموظف البخيل الفقير والكائن المتخلف البليد… فما مشروعية رغبتي هذه؟ وأين النقابات التعليمية من هذا الأمر؟ وأين المجتمع المدني؟ خصوصا أنه يجب أن نعلم أن الهجوم على الأستاذ والمدرسة هو هجوم على المجتمع خصوصا طبقاته الفقيرة، فالتعليم هو الوسيلة الأساسية لترقي أبناء هذه الطبقة.
طبعا لا أهدف من وراء هذا المنشور تأليب الرأي العام ضد إنتاجاتنا الدرامية خصوصا وأني أعلم بثقافتي السينمائية البسيطة أن الأعمال الدرامية والفنية بشكل عام هي أعمال تخييلية وإن كانت تنهل من بعض الوقائع إلا أن شخصياتها تبقى تخييلية وليست واقعية. هذا من جهة بعض الأعمال الدرامية بعينها، لكن من جهة أخرى هذا لا يجب أن ينسينا الوظيفة الإيديولوجية للإعلام خصوصا حين يصبح الفعل الفردي المعبرعن أفراد/مخرجين بعينهم إلى ظاهرة تكرس صورة نمطية عبر صيرورة حول وظيفة معينة