1- اختزال القضايا تسطيحها وتعقيدها:
في الحقيقة لا أحب الخوض في مواضيع محنطة وجامدة تختزل كل قضايا المرأة المعقدة في الجانب الأخلاقي فقط على أهميته القصوى،كما تذهب إلى ذلك العديد من الدعوات والقنوات المشرقية المعروفة،و لا أحب الخوض في مواضيع مبسترة ومميعة تختزل كل مظاهر العنف الممارس على النساء في المجتمع في مجرد فيديو أو شريط أو مقال أو كتاب أو عرض أو معرض…،بلغت قيمته الفنية والأدبية في القبح أو الجمال ما بلغت ؟؟. لكن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها اليوم الشاب المغربي والفاعل المجتمعي ومغني « الراب » السابق الشيخ « صار »،والتي تكالبت عليه فيها بعض جمعيات « الضرر » العام وبعض وسائل « الإلغام »،كقناة الصرف الفرنكفوني التي لا تمل من الاقتيات على جيوب المغاربة و التغرير ببناتهم والتحريض بشبابهم، أو على الأصح بكل من يخالفها توجهها العلماني التمييعي المفلس؟؟. أنا أتساءل فقط ألا تستوجب القضية نصرة ولو بكلمة حق ومؤازرة خاصة وأنها في اعتقادي أكبر من مظاهرها وأطرافها وأشخاصها،إنها فصل جديد رديىء وسيىء الإخراج – شكلا توقيتا ومضمونا – من المواجهة الخفية والمعلنة بين التطرف العلماني المستهتر و المستكبر والتصور الإسلامي السطحي الساذج والغارق في الهامشية والانغلاق،و طبعا ولو على حساب الشباب وحقهم في التعبير، ولو على حساب النساء ومشاركتهن في التغيير، ولو على حساب هموم الوطن وقضايا المواطنين التواقين إلى إعلام الإصلاح والفضيلة لا إعلام التفسيق والرذيلة؟؟. أليس الحدث أيضا مجرد تماهي سخيف مع الحدث الحقوقي الكبير للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش (94 دولة وأكثر من 5000 حقوقي)، وهو يعني المنتدى العالمي لحقوق الإنسان لم يعتبر أن هناك إعلاما وطنيا احترافيا مهنيا محترما حتى يوجه إليه دعوة الحضورأويفوت إليه صفقة التغطية في الجلسات والورشات أو حتى إعلانات التوصيات و الإشهارات، لذا لا نستغرب إذا جن جنون القوم فأخذوا يتباكون اليوم على حقوق النساء والأطفال وضحايا العنف الرمزي والجسدي و المعاقين وفاقدي المناعة المكتسبة الصحية والنفسية وحرية المعتقد الفردية والجماعية…، وغير ذلك مما أصبحت تلطخ به اليوم جرائدنا وتهتم به جمعياتنا وتموج به على غير العادة إذاعاتنا وقنواتنا، قضايا حق لا ندري ما يراد بها عندما تدعي أن كل الناس هم أحرار ولهم حقوق وتظهرهم وكأنهم ليست عليهم واجبات ولا هم ملزمون باحترام المشترك من الذوق والثقافة العامة ؟؟.
2- بقدر ما علا نجم بقدر ما حلق:
وفعلا ألم يخطإ الشيخ « صار » وأمثاله من الشباب الطموحين التواقين المبادرين الفاعلين والمبدعين العصاميين في مختلف المجالات،والذين يبقون مظهرا من مظاهر فشل وإخفاق الإعلام أولا والجمعيات ثانيا وغيرها من الهيئات الحزبية والنقابية، وإن هؤلاء الشباب المبادر يرفضون الانخراط والتأطير في مثل هذه الإطارات الخشبية المتجمدة في نظرهم والتي لا تسعفهم في تقدير الذات والكفاءات أولا،ولا تسعفهم كذلك في سرعة الترقي الاجتماعي وتحقيق الشهرة اللازمة أو المستحقة على الأقل، ولا يجدون سبيلا لخلخلة ما حنطت عليه من بنيات محكمة وأفكار تقليدية متجاوزة،وسياسة منظمات وتنظيمات هذه طبيعتها من حق الشباب أن يرفضوها ويهجروها لأنها لا تخدمه في شيء بل بانفصالها عن الشباب لا تخدم في اعتقادي حتى نفسها؟؟. كما أن هذه السياسة لا تسعفهم أيضا في تغيير العمل التطوعي من التطوع والمجانية المعهودة إلى الأجرة المنطقية والمستحقة خاصة في ظروفنا الاجتماعية الصعبة والمعروفة عند جل الشباب الجامعيين والخريجين المعطلين،مما جعلهم يفضلون الاشتغال عند الحكومات الالكترونية العالمية ل »اليوتوب » و »الفيسبوك » بما كان وكيفما كان خاصة الجريء المثير للجدل الجالب للمشاهدة،ومن كان ديدنه هذا فلا بد أن يقع في سوء التقدير لبعض الكفاءات الذاتية والاجتهادات الشخصية مهما ابتغى بها من الخيرية والايجابية؟؟.و لكن فات هؤلاء المتحمسون أن المهم ليس هو الاهتمام بالظهور والكلام فحسب،بل ليس كل من يتكلم يفيد أو يحسن أو يستفاد منه عند الكلام،وإن رآه واستمع إليه كل العالم فما بالك ببعض سكان العالم الافتراضي فحسب،أين النجوم الدعاة المعاصرون اليوم في مصر وقد أصبحت أحوالهم ونجوميتهم ومواقفهم في خضم الأحداث يرثى لها وهي تفتك بهم في عزلتهم في بؤس وصمت؟؟. العلم يا شباب لا يؤخذ من الكتب فحسب دون مخالطة الرجال والاستماع إلى العلماء،وفضل الجماعة وثمارها لا ينكرها عاقل لأن الله مع الجماعة والأمة قوة مساعدة موجهة واقية ولا تجتمع على ضلال في المعتقد أو ترضى بهزال في الأعمال، وقد يحسن المرء في مجال لو أدركه واهتم به كما يحسن غيره في مجال آخر وكله في مصب الدعوة وتكاملها، فما أحوج الشباب إلى العمل الجماعي في قصده إلى الله ورحلة بحثه عن الذات والتعاون على الخير مع الغير،خاصة المضطربون منهم بين الإقدام والإحجام والحضور والغياب، بين الغناء والانعزال والفيديو والموسيقى و الكتابة والبدون…،هناك ولاشك مكمن الحرية والذاتية والإعجاب و لكن أيضا مكمن الاضطراب والحيرة والخطأ والعتاب،لا عاصم منه إلا الله والهوية والانتماء والمرجعية والرؤية والرسالة…؟؟. ومن ذلك ولا شك خطأ شيخنا الشاب الشيخ « صار » عندما لم يحترم حقوق الطريق التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » إياكم والجلوس في الطرقاتِ،فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بدٌ؛نتحدث فيهاّ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم » فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حقٌ الطريق يا رسول الله؟ قال: « غضٌ البصر،وكف الأذى،وردُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرِ »متفق عليه.فأين هذا من تتبع العورات وتصويرها وإشاعتها عبر أنظار العالمين بغرض الدعوة،المقصد ولا شك نبيل ولكن الوسيلة إليه ولا شك غير ذلك، وقد اعترف بذلك الشيخ « صار » وتأسف عليه؟؟.
3- فقط لو تقنعون أنفسكم بمهاتراتكم أو تخجلون:
و أخطأ الشيخ « صار » عندكا صدق ربما بقول المتحاملين والمتحاملات عليه فاعتذر وتأسف، والواقع أن الذي يمارس العنف كل العنف على النساء والشباب والرجال والأطفال وكل الخلائق على السواء ولا يعترف به ولا يشهر به ولا يحاكم عليه، هو السياسات السياسوية العنيفة والتي رغم كل جهودها الجبارة و المتوالية عجزت على مر العقود تلو العقود على إنتاج الديمقراطية الحقيقية والتنمية المستدامة والتربية الوجيهة والمشاركة الحقيقية للمواطنين في نيل حقوقهم وتدبير شؤونهم السياسة والاقتصادية والدينية والاجتماعية بشكل لا ينتج السخط والغضب والتوتر الأسري المزمن و الاحتجاج المجتمعي الدائم في سيادة التهميش والتفقير والاستهلاكية والاتكالية…؟؟. أليس المسؤول هو إعلامنا المستلب الاستهلاكي المتخلف بما غابت فيه أو تكاد قيم التربوية الأصيلة والثقافة المواطنة وترسيخ السلوك المدني بما هو ضرورة مجتمعية وحتمية تنموية حضارية،فإذا به بدراما المواخير المدبلجة وسهرات « الشطيح والرديح » بالمقدمات والمؤخرات….،لا يغذي غير العنف والتحرش في أبشع صوره والتي ما فتئت تنخر المجتمع بشكل رهيب،وفتيلها من فتيل إعلام فاسد و مستبد في حرب ضروس مع الهوية والانتماء والمرجعية وحتى حق المعلومة يتاجر فيها وينحاز وهو قد أعمى أبصارنا وبتك آذاننا بشعاره الفارغ: »الخبر مقدس والرأي حر…والمشاركة والتعليق من حق الجميع »؟؟.
كما أن بعض الجمعيات « الفيمينيزمية » هن أيضا مسؤولات وإن ادعين محاربة العنف والتحرش ما ادعين فهن فيه قد وقعن و ولغن وولعن وغرقن بما يستنبتنه من العنف الفكري والسلوكي ويحتضنه من التحرش « الشهواني » « الزهواني » « الرعواني » ويوزعنه بينهن وعلى من وقعن في دواليبهن و مخالبهن، بما يسعين إليه من تبني الأفكار التحررية الإباحية الفاسقة واستنبات للمخططات الدولية المخالفة للشريعة صراحة نصية لا شبهة واجتهادا وظنا، العنف والتحرش يا سادة شبكات الدعارة والرقيق الأبيض ودناءة الإسفاف في العديد من المقاهي والغواية في كل الملاهي…، فكيف بالعنف يا جمعيات و يا قنوات أصبح مجرد عنف الشيخ « صاؤ » وليس عنف رجل وامرأة، ولا سياسة وإعلام وتربية وتعليم وصحة وتشغيل…، ولا عنف مجتمع بأسره بأفكاره الوافدة وعاداته الراكدة قد يظل فيه عنف المرأة ولو بنفسها على نفسها هو الأسوأ والأفظع،و إلا فكيف تستسيغ إمرأة مثلا تشغيل إمرأة مثلها خادمة لها وتعنفها فوق ذلك أليس هذا عنفا فظيعا؟؟ وكيف تستسيغ الخادمة بدورها خيانة سيدتها وتسرقها وتخرب أسرتها،ولا تشفي غليل عنفها وانتقامها حتى ترى سيدتها بهيمة ترتع وتركع في سوق النخاسة والدعارة التي قد تكون هي سيدتها،هل بعد هذا العنف النسائي النسائي المريرعنفا أومرارة؟؟.
4 – ويبقى الشيخ « صار » مسؤولا:
ورغما فالشيخ « صار » الشاب الطيب البرىء يبقى مسؤولا، و مسؤولا عن كل الكوارث ليس في المغرب وحده بل في كل الأمصار والأقطار،لقد كان يمرح المسكين مع السيد « بنكيران » ويحمله المسؤولية في أغنيته « واهيا بنكيران »،فجاءت جمعيات وقنوات آخر الزمان لترد له الصاع صاعين وللسيد بنكيران وللشعب المغربي المتضامن معهما وما أكثره رغم أنف « الإعلام »؟؟.لقد تكررت بيننا تراجيديا عبد الصبور (حسن عابدين) في مسرحية جلال الشرقاوي الرائعة « على الرصيف »،إذ في مرافعته على نفسه وراء القضبان وأمام الاستضعاف و العبث والاستخفاف، ما كان عليه إلا أن يعترف بكل التهم الموجهة إليه وغير الموجهة ويتحمل كل المسؤوليات ويقبل كل الأحكام والقرارات القضائية ضده، ما دام عبث الظلم هو العدل السائد وما دام كل المواطنين في الواقع في سجن مفتوح داخل منازلهم وإقاماتهم وخارجها،فاعترف السيد عبد الصبور وهو البريء المسكين بأنه هو من يغسل الأموال ويهرب المخدرات ويتعامل بالرشوة ويجند « البلطجية » ويزور الانتخابات ويحتكر كل الامتيازات، وهو المسؤول عن فساد مؤسسات التشريع والقرار وارتفاع الأسعار وعن هموم أهل الدار وما يلفهم كل يوم من الإعصار،وهو المسؤول عن حرب « الكونكو » وحرب « اليمن » وحرب 36 و56 و نكسة 67، وسياسة الانفتاح والليبرالية والاشتراكية والقومية والديمقراطية والملوخية والمهلبية…؟؟. والشيء بالشيء يذكر فالشيخ « صار » أيضا وهو قد صور على الرصيف قد أصبح هو المسؤول ليس عن العنف فحسب بل عن الإرهاب الداعشي على سطح القمر وعن التحرش والاغتصاب وزنا المحارم وثقب الأوزون في كوكب المريخ، هو المسؤول عن الأقسام الأربعينية والخمسينية المشتركة والهدر المدرسي والغش في الامتحانات وبطالة الخريجين وأبناء الشوارع وعن الدماء الزكية التي لا زالت تخضب كل حين إسفلت الجامعة الوضاء في برلين وهارلين، هو المسؤول عن البدوفيليا والسيدا و »إيبولا »و »التشرميل » وخسارة « الكان »الأفريقي والموزمبيقي،هو المسؤول عن المسيرات والاحتجاجات في ضواحي باريس وعن الفقراء يفترشون شوارع نيورك، وعن دفاتر التحملات تتحنط في قنوات فرنسا و ألمانيا وعن الجالية تطرد من إيطاليا وعن الأزمة تدمر اليونان وتجتاح إسبانيا،ألم يصور بهاتفه الذكي الغبي الفاضح المفضوح الفيلات والعمارات والمنتزهات والغابات والمحيطات وما يتغشاها من مناكر في الصبح والمساء، ألم يصور الفقراء والمتسولون والمحتجون والمحتاجون مقابل السباب والشجار والهرج والمرج في »سوق الأربعاء » في العاصمة أمام باليما،ألم تروا في شريطه أقواما بسياراتهم الفاخرة « زناطيطهم » على الأرض و »خناطيطهم » في السماء، وأقواما على أقدامهم الحافية تصافح جيوبهم رياح »الزلط » العاتية و تلهب ظهورهم سياط « الحكرة »القاسية،الشيخ « صار » هو المسؤول…هو المسؤول عن فياضانات بويزكارن وتيمولاي و كلميم الجائحة وكلميمة النائحة، هو المسؤول عن تعطيل الدراسة هناك عطالة الناس ورتابة الحياة رتابة الناس،هو المسؤول عن الزيادات في أسعار الوقود وفواتير الماء والكهرباء والمواصلات، عن إعادة الانتخاب في دائرة الفساد المزمن بمولاي يعقوب لخمس مرات وقد أشرفت المرحلة البرلمانية على النهاية دون حصيلة من غير حصيلة الغياب وفصول هزلية من الشجار والسباب المميع لأدوار المؤسسات؟؟.أيها السادة والسيدات،من أعطاه الحق في الشارع العام أصلا،أليس الشارع العام ملك خاص بصويحبات المقدمات والمؤخرات فحسب،فكيف تجرأ بأن يفسد عليهن كرنفال استعراضهن الوطني السني والدولي البهي،الشارغ لا يصور فيه إلا أصحاب الأفلام السينمائية الدولية وهو ليس منهم،طبعا ليس منهم وهو لم يسبق له أن هتك عرض بلاده وذبح شرفها على شاشات عالمية طويلة وعريضة ساحرة العتمات أخاذة النظرات، لا تخجل بعجرها وبجرها من أمتاع العالم ومؤانسته على شرف بناتنا « المحترمات » في الشوارع و غير المسفات في المقاهي و لا البئيسات في الملاهي..،وكم يرى الناس من هذا في الأفلام الدولية المصورة عندنا وحتى في بعض الأفلام الوطنية الإباحية الرخيصة أبطالها من بناتنا وأولادنا،ولا مشهر لهم ولا محرض عليهم رغم ما يطبعها من اختلالات ومخالفات ولا مرافع ولا مدافع ولا ممانع، لتبقى كل الملفات بعيدة عن المحاكمة والتهديدات وتطوى القضايا في طي الحرية والأذواق وللجمهور حق القبول والإقدام و حق الرفض والإحجام؟؟. الشارع أصلا ليس إلا ل »الأفارقة » و »السوريين » وغيرهم من اللاجئين ولهم فيه بكل حرية وبلا فلسفة أن يِصوروا (طرف دالخبز) أو يصوروا ب(قلة الكرامة)، فالأمر ليس فيه عنف ولا تمييز ولا…ولا…بل بالعكس هي دعوة يومية على حمل المغاربة على أن يحمدوا الله ويشكروه على ما هم فيه من أمن واستقرار وإصلاح واستمرار وحرية تستوعب الكل ولا تضيق بأحد،أو أي شيء حتى أفيشات الإشهار السينمائية العارية عشرة أمتار على عشرة وعلى صورها وفضائحها تذبح كرامة كل شيء؟؟. لكن لا عليكم فالشاب « صار » كاتب وزجال قوي ومغني « راب » مجرب ولديه من الكلام والقدرة على الإعلام ما يرد به على كل ناعق،وعجبا له إن لم يتفجر »رابا » من جديد فلمثل هذا « يرابي المرابون » وحق لهم ؟؟. على أي لا تعتقدوا أنه بأسلوب المحاكم تستطيعون أن تقمعوا حرية التعبير والمشاركة في التغيير،لقد سمع الناس اليوم بعد الربيع العربي المبارك حتى الصم ونطق حتى البكم وسارت بأخباركم ومكايدكم المقعدون والعميان وحتى ضيوف مراكش من حقوقي بني الإنسان الذين جعلوكم ومنكم وبكم مع الأسف مواضيع حارقة لموائد حقوقية خارقة ؟؟.
5- اليوم تصبح شيخا يا « صار »:
وأخيرا تحية للشيخ الكبير والفنان الملتزم المناضل في زمن العملاء و »العاوالم »، اليوم تصبح شيخا يا »صار »،وأنت الذي ما فتئت تصرح بكل تواضع بأنك لست شيخا ولا فقيها بقدر ما أنت مجرد شاب مجتهد مبتدىء يحاول الالتزام وفعل الخيرات قدر المستطاع، ما هذا التواضع يا شيخ،أنت اليوم أفقه من الفقهاء التائهين المحتجزين وأشيخ من المشايخ الصامتين المتخاذلين وأكثر نضالا من المناضلين المستلبين،على الأقل هذه الجرائد ولإذاعات والجمعيات والقنوات التي ضاقت ذرعا بشباب البلاد الطموح الواثق التواق فأرادت بقمعها وكيدها تقديمه قربانا للمواثيق والمنظمات الدولية وأنى لها،وأرادت تدبيج تقاريرها الفارغة بمعارك هامشية خاسرة تظنها صميمة رابحة وأنى أن تكون؟؟.وحتى لا تكون فعلا لابد أن تعرف ونعرف معك يا شيخ الشباب وشاب الشيوخ أنه ما قال أحد بالذي تقول به إلا وقد أصبح شيخا فعلا وعظمة في حلق الأعداء الذين لا بهدا لهم بال ولا يخبو لهم ولمنظماتهم الممولة حنق إلا إذا ساقوه بكل التقدم الحقوقي الذي نشهده البلاد والتي مع الأسف يحترق بحريتها وأمنها وفقرها وجهلها العباد، إلى حيث الرجال الكتب والأبطال الشهب، في الجبال أو التلال أو السهول والفيافي،وهي المراتع الفسيحة للشيوخ الفقهاء والأساتذة الفضلاء والمناضلون الشرفاء…ممن يقدمون على الدوام تضحياتهم الجسام حتى تحيا البلاد ويصلح العباد،ولا أعتقد عدالتنا الموقرة تلطخ سمعتها بالوقوف ضد ذلك أو تضيع وقتها في ملف مصطنع فارغ،وإلا فمثل تلك الجمعيات والقنوات أولى بالمحاكمة؟؟.إن السجن مهما بلغ ظلمه وحلك ظلامه لا يعدو أن يكون للشيخ نزهة وسياحة وخلوة وتربية تعمل على تثبيت عقيدته وتزكية نفسه وتمحيص رأيه ونهجه ومنهاجه،أنا لا أقول أنك خائف أو مستسلم متراجع فشريطك في قلب الإذاعة وقولك: » كون كنا نخافو من الدجاج ما نريشوه » تدل على ما تدل من النشاط والمعنويات المرتفعة والحمد لله:
وهذا فعلا ما حفظناه عن شيخ السجناء و مبتلى المبتلين »ابن تيبمية » وهو يقتل غيظا سجانه وسلطانه وأعداءه الذين اتهموه بالفساد والإفساد وهو الصالح المصلح: » ما يفعل بي أعدائي إن سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهاد »،فالمهم هو اكتشاف الذات ومعرفتها والمهم هو السلام الداخلي والقناعة بالرأي وتلك هي الحكمة، ضالة المؤمن هوالتوكل على الله والثبات على المنهج في اليسر وعند العسر والابتلاء،فالله الذي يعمل من أجله المرء يراه و يدافع عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات قولا وفعلا عدلا وصدقا،يدافع عنه ضد الأعداء الغازيين و العلماء المتخاذلين و الطغاة الظالمين وضد وساوس الشياطين، »والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون »؟؟