بعد التحذيرات المتكررة من خطورة الإقدام على وضع نقط لتلاميذ لم يدرسوا منذ بداية الموسم الدراسي بالحوز، أبت النيابة الإقليمية إلا أن ترتكب هذه الحماقة التي لم نسمع بها لا في الأولين ولا في الآخرين والتي من خلالها منحت نقطا لتلاميذ لم يدرسوا اعتقادا منها أنها أحسنت التصرف بهذا الفعل الجبان في حين أنها طعنت حقوقا من أهم الحقوق بالنسبة للإنسان عامة وللطفل خاصة، وتكون بذلك قد ذبحت كل النظريات التربوية وعلى رأسها التقويم، كما انسلخت من كل الأوصاف التي يمكن أن يتحلى بها المسؤولون على القطاع، ولا شك أن هذا التزوير الخطير أكبر جرما من الاختلاسات المادية ولا مجال للمقارنة، وتظهر النتائج المتوصل بها، والمؤشر عليها بأن تلاميذ وحدة سيدي بوعمر بمؤسسة واد الذهب بجماعة أغواطيم على بعد أمتار من النيابة الإقليمية فقط والذين لم يدرسوا العربية منذ بداية الموسم للمستويين الخامس والسادس، أنها خضعت لعشوائية لا مثيل لها فالتلميذات:(اح.ك) و(اح.ح) و(ن.ا) بالمستوى السادس حصلن في المراقبة المستمرة في مواد: ( القرآن الكريم والعقيدة والآداب الإسلامية والتاريخ والجغرافيا والتربية على المواطنة) حصلن على نقطة وحيدة مكررة وهي 8 كما أنهن حصلن على أكثر منها في الامتحان الموحد أما المعدل العام فكلهن تجاوزن 10/6 ، أما التلميذ (ب.ع) فقد حصل على النقطة 9 مكررة في كل تلك المواد أما الامتحان الموحد فقد تجاوزها قليلا في بعضها أما معدله العام فقد تجاوز10/7 وتظهر النتائج المتوصل بها أنه من أصل 39 تلميذا فقط 5 هم من لم يحصلوا على المعدل في المراقبة المستمرة وكل الناجحين لهم نقط جد متميزة؟؟؟ .
إن لم يكن هذا تزويرا فماذا يمكن أن نسميه؟ علما أن مجموعة من التلاميذ لحد الساعة لايدرسون بالعديد من المؤسسات التعليمية بالحوز في كل من م/م تيزي التحتانية التي ليس ها خصاص أصلا وكذا ب م/م تنيسكت وم/م أيت بورد وم/م تغولاست وغيرها من المؤسسات ...كما أن النيابة الإقليمية بالحوز قد أغلقت بعض الوحدات المدرسية تماما بسبب تكليفات الزبونية والمحسوبية...
على كل حال هذا غيض من فيض وما خفي أعظم وسنعود لبعض التفاصيل لاحقا في هذا الموضوع، وهكذا يضيع حق التعليم في إقليم الحوز، ليبقى السؤال المطروح من يتحمل المسؤولية؟ واين دور باقي مكونات المنظومة التربوية؟ وما موقف الوزارة من مثل هذه الجرائم التي لا مبرر لها على الإطلاق؟ .