مولود بوفلجة
"والله ما بقاو فيا غير جنود الحملات الانتخابية" الجنود المجندون وراء مرشحهم، فبعد الهرج و المرج و سعيهم في الأرض يجوبون الشوارع و الأزقة يأكلون و يشربون و يمرحون يحسون بالدفء و الامتلاء بعد التحام أجساد بعضهم ببعض بالشاحنات و البيكوبات يهللون باسم رب نعمتهم و يدعون الناس للتصويت عليه لأنه مخلص البشرية من عنائها، يذكرون الناس بمناقبه و خصاله، يسعفهم جهلهم في إطلاق العنان للتنظير و المفاضلة بين الأحزاب و البرامج و يتمادون في الحديث عن السياسة و السياسيين.. فهي فرصتهم الوحيدة التي يحسون فيها بأنهم شخصيات مهمة في المجتمع ،كلامهم مسموع و سعيهم مشكور، يجاورون علية القوم ويصبحون منهم يتبادلون معهم أطراف الحديث و يصبحون أهل رأي و مشورة و قرار.
تنتفخ فيهم''بعرة النخوة"و يصدقون أنفسهم بأنهم أصحاب شأن بين الناس و بأنهم و زوارهم من أهل الرباط سواء فينخرطون في سكرة النشوة الانتخابية في ترديد الشعارات و الرقص و الغناء و توجيه الشتيمة للأعداء .
'سبع أيام ديال الباكور تقاضات أسيادنا" و ستعودون إلى أيامكم البئيسة و الرتيبة سيعود منكم المعطل إلى عطالته و إلى كرسييه الدائم في المقهى و العامل إلى فأسه و "بالته' و المدرس إلى قسمه المكتظ و التاجر إلى تجارته البائرة و البنات إلى حضن المكنسة و مطبخ المرق الحافي "او ترجع الباتول من بعد أيام العز للسواك او الكحول او الحريرة د البلبول" .
و سواء فاز صاحبكم أو رسب فيوم جمعة السابع من أكتوبر هو أخر عهدكم به و بتواضعه و بتواجده بينكم سيختفي كالإبرة في القش و ستقفون على كذب مزاعمه و لن تنالوا منه إلا ما قد أكلتم و شربتم أيام الخديعة المتبادلة و التواطؤ على الكذب.
انقضى العرس و أصبحتم كحال الصبية الذين قضوا ليلتهم في حفل زفاف كلها في الرقص و الصخب و نسوا همومهم و حالهم و فقرهم وجوعهم و سلطة مدرستهم و عنف أبيهم و لم يستفيقوا من حلمهم إلا و الشمس تطل عليهم و تعيدهم إلى واقعهم المرير و تكشف على وجوههم الشاحبة و الغبار يعلو ملابسهم و عيونهم يغالبها النوم.
جمعة مباركة على الدوام رغم أن جمعة الغد لن تكون كباقي الجمعات:
