د. لحسن تاوشيخت - الرباط / جدي انفو
إزرف ودوره في تشكيل وتمتين العصبية القبلية
يطلق مصطلح ازرف عند أمازيغ الواحات المغربية على مجموع القواعد القانونية التي تعارف عليها السكان في تنظيم شؤونهم وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويفسر بكونه الطريق “أبريد” الذي قد يحتمل الفرضية تبعا لمقولة: ”أندو سابريد أو أندو سأزرف“ أي ”لنتبع الطريق أو لنذهب أمام العدالة“. ويذكر أحد الباحثين أن كلمة ازرف جاءت من أصل “صَرْف” ويدل على النقود أو الغرامة وبصفة أوضح على دار لسك العملة ظهرت في الحواضر لما قبل الصحراء بتذغة وزيز(1). كما تطلق كلمة "آيت ازرف أو إمزورفا" على أهل العرف الذين يختارهم الشيخ “أمغار” لتشكيل أعضاء المحكمة العرفية قصد الفصل في الخصومات المعروضة طبقا لمقتضيات القانون العرفي، ويشترط في هؤلاء الحكماء أن يكونوا نزهاء ومحايدين وحافظين لتعقدين “القوانين العرفية”. وتنظر المحكمة في القضايا المطروحة كل يوم جمعة وكلما دعت الضرورة إلى ذلك، وفي مكان محترم كالمسجد أو فوق ربوة مرتفعة تطبيقا للمقولة “الحق يعلو ولا يُعلى عليه”.
وقد حافظ آيت عطا(2) ومنهم آيت خباش بهذا العرف إلى حدود تعميم القانون الشرعي في الستينيات من القرن العشرين، بل ولا زال المسنون من القبيلة يحفظونه عن ظهر قلب إلى اليوم ويعتزون به باعتباره ”ازرفنغ أُدجاناخت الجدود“ أي قانوننا العرفي الذي تركه لنا الأسلاف.
أ. التنظيم السياسي والاجتماعي
يتكون الحلف العطاوي من مجموعة من القبائل ذات الأصل الموحد وذات الأهداف والمصالح المشتركة وهي تشكل ما يُعرف بخمس أخماس. وكل خمس يشتمل على قبيلة واحدة أو أكثر ترتبط بالقرابة الأبوية، إذ تنحدر من جد واحد تسمى باسمه. وكل قبيلة تضم عدة بطون أو فصائل يجمعها قصر أو دوار واحد. وكل بطن يتركب من مجموعة من الأفخاذ ”إغسان“ العظام المرتبطة بالقرابة الدموية، ويتولى رئاستها كل شخص معروف بشجاعته ونزاهته وماله وجاهه. وكل فخذ ينقسم إلى عدة عائلات تتكون بدورها من مجموعة من الأفراد الذين ينتمون لأصل واحد أو دم واحد، فضلا عن الأتباع والخدم وكلهم يخضع لرئيس الخيمة وهو أكبرهم سنا
وتنقسم اتحادية آيت عطا إلى خمس أخماس هي: