أن تعيش في وطن تحكمه أعراف اتفق عليها الجميع، و يمتثل لها الكل - كبير القوم و صغيرهم - أفضل من أن تعيش في دولة صادقت على جل المعاهدات و الاتفاقيات الدولية و لا يمتثل لها الجميع، قوانين أشبه بخيوط مرنة – لاستيك بالدارجة المغربية – ينفلت منها اصحاب الحال و الجاه و تأسر ضعاف الحال و – اللي ما فحالوش -
أن تعيش في وطن يتقاسم فيه الجميع همومهم و يتضامنون في ما بينهم، يشاركون فيه ما جادت به الارض من عرق جبينهم، أفضل من أن تعيش في دولة تتقاسم ثروته عائلات ترامت عليها بشكل من الاشكال، و نسيت غالبية أبناء هذا الشعب في وحل.
أن تعيش في وطن لا برلمان فيه، و لا حكومة خير من ان تعيش في دولة برلمانها كذب و بهتان و زور و تعالي في الاصوات، و حكومة لا تعرف سوى الترقيع و سياسة المماطلة و التأجيلات و الضحك على الذقون.
أن تعيش في وطن يسمع فيه أنين المريض، يسمع فيه صوت المحكور أفضل من ان تعيش في دولة عنوانها القمع، مسلسلاتها المحاكمات الصورية، تلفيق التهم و مسرحياتها الاعتقال السياسي.
أن تعيش في وطن لا حزب فيه و لا نقابة خير لك من أن تعيش في دولة مات فيها حس المعارضة، طغت عليها المصالح الذاتية، نقابات تدافع عن الباطرونا و تتناسى من جعلوها قائمة.
أن تعيش في وطن يكون فيه صوت الشعب فوق كل الاصوات أفضل من دولة تعتبر هذا الشعب صوتا من اصوات الانتخابات و خزانا لملء صناديق الاقتراع.
أن تعيش في وطن فقير أبناءه فقراء خير من ان تعيش في دولة تتبجح بالديمقراطية و المساواة و امارة الفقر و أغلب شعبها في وحل لم يخرجوا منه بعد.