يندرج هذا المطلب في إطار استراتيجية طموحة تهدف إلى احتواء آثار التغيرات المناخية بتسهيل تزود المنطقة بالماء والإسهام في الاستقرار السكاني و إنتاجه الفلاحي٬ لاسيما في ظل وجود ظاهرة الجفاف التي تحولت منذ تسعينيات القرن الماضي إلى إشكالية هيكلية تهدد بترحيل الساكنة و اندثار الارث الفلاحي المعروف بمنطقة البور الفلاحية ، فمن منا لا يعرف “مجهول البور” أو “دلاح البور”.
إن الغرض الأول و الأساسي من بناء السدود عمومًا هو الاحتفاظ بالمياه، تغذية الفرشات المائية، الارتقاء بمستوى الموارد المائية من خلال ارتفاع منسوب المياه الجوفية و تعبئة المياه السطحية ، و كذا الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي أصبحت مهددة بفعل التحديات الناجمة عن الجفاف المتكرر.
لقد عرفت سياسة بناء السدود التي انتهجها المغرب منذ ثلاثينات القرن الماضي، توجها صارما وهيكليا من أجل تعبئة المياه السطحية والمساهمة بشكل حاسم في ضمان تزويد العديد من القطاعات بهذا المورد الهام، لاسيما الفلاحة والإنتاج الطاقي. استراتيجية ربطت تنمية البلاد بوفرة المياه وساهمت في بروز أقطاب جهوية اقتصادية حقيقية٬ مكنت المغرب من تلبية الاحتياجات المتزايدة لمواطنيه واقتصاده من هذا المورد الحيوي٬ إلا ان مكمن الخلل في هذه الاستراتيجية هو عدم توزيع هذه السدود بشكل متكافئ.
إن المتتبع للحالة الجوية بمنطقة الجنوب الشرقي عموما، و منطقة تنجداد خصوصا سيلاحظ أن كمية من الأمطار المتساقطة، السيول الجارفة و الوديان الفائضة أي أطنان من الماء، تضيع مجانا دون ان تفكر الجهات المعنية بتحريك ملف سد “إفني” بمنطقة سضاف- الخربات.
أكاد أجزم ان فيضان وادي فركلة و مياهه، إن تم تخزينها و حصر فيضاناته، كفيلة بتعبئة موارد مائية بمنطقة تنجداد بأكملها و ستضمن استعمالا بعيد المدى للمياه الجوفية التي بدأت الساكنة تشكو من ندرتها و ستنعش القطاع الفلاحي الذي بذأ بالاندثار رويدا رويدا.
في انتظار ان يكلل مشروع بناء هذا السد بالنجاح، لا يسعني إلا ان أنوه بمجهودات كل الغيورين على المنطقة.