وديع سكوكو/جديد أنفو
إن أي حركة كيفما كان نوعها لا يمكن أن تتطور أو تتدهور بمعزل عن محيطها السوسيوثقافي، الذي بلا شك يوفر لها الشروط الذاتية و الموضوعية للتطور كما التدهور، و هو ما لم تخرج عن سياقه الكتابة الشبابية بمناطق الجنوب الشرقي حتى لا أقول تنغير و فقط، هذه الكتابة التي ساهمت الجامعة بشكل مباشر أو غير مباشر في بروزها بصورة واضحة في الساحة الثقافية و السياسية بالجنوب الشرقي، بأقلام ذكورية بطبيعة الحال، وهذا لا يعني بالضرورة هيمنة جنس على أخر، سواء في طريقة التحليل و التفكير أو قصور في تقديم كل جنس لرؤيته للعالم / موقفه من العالم، بل الهيمنة لا تعدوا أن تكون هيمنة نمطية للفكر و العقلية المحافظة من كلا الجنسين (أجدادنا رجال و نساء)، التي تزكي موقف الرجل على موقف المرأة في جل النقاشات الداخلية و الخارجية عن البيت / الأسرة / المجتمع ... هذا التصور المحافظ الذي سلب المرأة حقها في التعبير عن تصوراتها و أحاسيسها و حاجياتها كامرأة و كفرد فاعل و مؤثر داخل المجتمع، سيطر حتى على نخبنا الحديثة التي لا تتوانى في التبجح أمام الملأ بالحداثة و الديمقراطية و المساواة بين الرجل و المرأة في كل مناحي الحياة ... كل هذا في علاقته مع الجنس اللطيف من غير أمه، أخته، زوجته، صديقته ... و كل ما له علاقة بالأقارب من النساء، أنذاك تنمحي و تختفي المفاهيم الرنانة و البراقة في قاموس نخبتنا... فكما يبدع العنصر الذكوري في الكتابة بشتى أشكالها، لا أظن العنصر النسوي قاصر على فعل ذلك بأرقى الأساليب الأدبية و التعبيرية، و التسلح بأدوات و مناهج التحليل و النقد العلمي والموضوعي في مجالات العلوم الإنسانية و العلوم الحقة، و لأدل على ذلك التواجد المشرف لطالبات الجنوب الشرقي بالجامعات المغربية ... إلا أن بروزهن و ظهورهن في الساحة الإعلامية و الأدبية و العلمية، مازالت تحكمه أفكار نمطية محافظة تأطر فكر أجدادنا و أبائنا، بل تسيطر علينا نحن كذلك ... فمجرد ظهور وجه نسائي مبدع لغير الأقارب نزكيه ذات اليمين و ذات الشِمال، بالمقابل أقارب المبدعة / الكاتبة تندد و تشجب لما قد يعتبرونه خروج عن القانون المجتمع (المحافظ طبعا).
بالتالي، أرى أن الكتابة النسوية موجودة و بغزارة خصوصا في الشعر الأمازيغي، الذي يعتبر متنفس الكاتبة المقهورة / المقموعة بالجنوب الشرقي، و الذي لا أشك في جماليته التعبيرية حتى في تصوير قمع المجتمع الإبداع النسوي. و هنا لن نحمل المسؤولية إلا لأأنفسنا كمثقفين و جمعيات و فاعلين جمعويين، الأجدر بنا أن نغير و نؤثر في المجتمع و مخلفات الماضي السلبية، إلا أن ضعفنا أتاح الفرصة للمجتمع ليؤثر فينا بماضيه و حاضره.
فهل آن الأوان لنجادل مجتمعنا ؟