لحسن ايت لفقيه
أريد لحوض غريس بجنوب شرق المغرب أن يحتضن التوتر الذي استصحبته قبائل صنهاجة الأمازيغية منذ وصولها تلك الأرض في القرن 11 الميلادي، أو على الأقل، منذ أفول نجمها، بما هي دولة وعصبية وإيديولوجيا، النجم الذي سطع في عهد المرابطين الذين أسسوا مراكش. وإن الحديث عن حوض غريس لن يستقيم بدون اللباس الثقافي الصنهاجي. ولا علاقة لهذا التقدير بأية شرعية، بل يؤسس لمجالية ثقافية تشترطها صناعة الذاكرة، إن هي إلا مدخلا لإعمال الديموقراطية وحقوق الإنسان بمواضع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب. وكلنا على دراية بما حصل بحوض غريس، إذ لا يقتصر أمره على كونه منطقة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بل لأنها ـ المنطقةـ تقدر أنها منطقة ضمير، لتشبعها بثقافة الخوف إثر الأهوال التي تعمها، والأحوال التي صاحبتها المنعطفات التاريخية معها. ويبدو نعت غريس بمنطقة الضمير نعتا مبالغا فيه، نعتا عنيفا، لكنه يساعدنا على مقاربة الإشكال، إشكال تخلف التنمية، وإشكال الآداء. فكان لزاما البحث عن الحلقات المفقودة التي تساعدنا على فهم الإشكال والإحاطة به.
لا مفر من البدء في هذه المداخلة المتواضعة، التي دعيت لإلقائها بقلب حوض غريس، بمقر الجماعة الترابية، صباح يوم الأربعاء 17 من شهر مارس من العام 2021، بدعوة كريمة من لدن جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، أقول لا بد من البدء من حيث يجب. وإنه لإعمال حقوق الإنسان التي لن ترسوَ إلا في بيئة ديموقراطية، لا بد من تسوية العلاقة بين الإنسان ومجاله، وبين الإنسان والإنسان. ومن هذا المنطق يسطع في الأفق التاريخ الذي يجعل الذاكرة أساسه، مادته المرجعية. وإن كتابة التاريخ، والاعتناء بالذاكرة مراد لم يتحقق، بعدُ، بحوض غريس. كيف ذلك؟
كلنا يعلم أن الإنسان مدعو لتنظيم المجال الطبيعي الذي يستوطنه ولبلوغ ذلك المراد لا بد من تنظيم نفسه داخل جماعة، وفهم ما يجب القيام به لتطويع المجال الطبيعي لخدمته. وتكون النتيجة إلباس المجال الطبيعي لباسا ثقافيا إثنوغرافيا، وإرساء مجموعة من الواجبات تجاهه، كواجب الحماية في إطار الدفاع الذاتي، علما أن المنطقة كانت تقع خارج بلاد المخزن. ولا تزال نظم تدبير المجال الزراعي وموارد الماء، وتدبير أمر المجال المعمر بالدور، وكذا المجال المعمر بالقبور تركن إلى العرف وترجع إليه. تلك هي المجالية الثقافية التي تغشى الوحدة السوسيومجالية، وتفرض عليها التجانس بالقوة.
ولقد أدرك الاستعمار الفرنسي أهمية الأنساق الثقافية التي تجمع بين الإنسان والأرض. لذلك متعها بالمحاكم العرفية التي تنظر في الأحوال الشخصية للسكان انطلاقا من أعرافها. وحصل تنظيم الآداء العرفي برحاب المحاكم العرفية، وفق أحكام طهير 16 من شهر مايو من سنة 1930. ورغم انتباه فرنسا إلى شأن هذه البنيات الثقافية المغلقة فقد فجرتها بشن حروب الإبادة ضدها، كما حصل في معركة بادو وبوكافر. وبمعنى آخر، فالاستعمار الفرنسي ساهم في تفجير هذه البنيات السوسيومجالية المغلقة بإحداث معتقلات النفي والتعذيب فيها، معتقل «أغبالو ن كردوس»، ومعتقل أسول. ثم حصل بعض الشنآن سنة 1973 فكان نزول القوات أرض أملاكو، وأسول وتحولت كلميمة إلى معسكر التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ونتج عن ذلك كله مجالية مشوهة، مجالية تشكل مصدر التوجس المستمر للإنسان، خاصة ولأن لتخلف التنمية علاقة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وللأسف، لم تنخرط جمعيات المجتمع المدني في إعمال مشاريع برنامج جبر الضرر الجماعي، بما يليق بالمنطقة، أو على الأقل، لم يجر الاهتمام بمشاريع الذاكرة في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي الذي موله الاتحاد الأوروبي، ولم ينزل شيء من برنامج تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة المغربية الثاني (IER2)، الذي ينصب حول الذاكرة والتاريخ والأرشيف. وبعبارة أدق لم يُمنح حوض غريس شيئا من توصيات ندوة مدينة ورزازات يومي 21 من شهر يناير من العام 2012 و22 منه، ولم يُبن بها أي متحف، فظلت المجالية المشوه وجهها معتادا منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، فكيف يجري الدخول السليم لإرساء مجالية ثقافية تقوم على الديموقراطية وحقوق الإنسان؟
تنتظم هذه المداخلة وترسو على أربعة عناصر:
- غريس والبذور الخصبة للتوتر.
- غريس والانسجام القائم على الاستيعاب.
- من أجل مجالية متجانسة في وسط متعدد.
- التوصيات.
01- غريس والبذور الخصبة للتوتر.
يعود منهل التوتر إلى منجم الفضة بموضع «إميضر» الحالي الذي ثبت أنه كان مستغلا قبل وصول الإسلام بلاد المغرب. وتعني الفضة بالأمازيغية «تورغت»، وهي الكلمة المحرفة نطقها فصارت «تودغت» الاسم الذي يحمله أحد روافد غريس إلى جانب واد «أفركلا» ورافد غريس الرئيسي. وهذا تقدير جاك مونيي، أتيحت لي الفرصة أن نقلت ذلك شفويا على لسان الصديق الحسن أخروش المتوفى قبل أسابيع. ويستفاد من بعض المصادر التاريخية أن «إمدرارن» الأمازيغ الزناتيين هم أول من اهتم بالمنطقة، حسب الإشارات المكتوبة التي وصلت إلينا، اهتموا بها مباشرة بعد تأسيس حاضرة سجلماسة.
ولقد تزامن المد الصنهاجي نحو الجنوب الشرقي المغربي، ابتداء من القرن الحادي عشر الميلادي، مع بداية خروج زناتة أحواز سجلماسة. ولقد استقرت ملوانة (إملوان) في البدء بخوانق غريس التي تحمل كانت اسم «تاغيا إعزيزن»، أي: الخانق الجميل المحبوب بالأمازيغية. ولا نعلم سبب تعيين خوانق غريس بهذا الاسم، ويبدو أن لذلك صلة بالأمن والخصوبة. واستقرت قبيلة «كروان» بغريس إلى جانب «إملوان»، بشمال فج «أمسد»، وينسب إليهم موضع بأعالي غريس «مرز كروان»، يُذَكر بتهجيرهم عنوة إلى غرب مدينة مكناس سنة 1679. ولزيان بقايا حسيسهم بأعالي غريس، نحو كدية زايان، «تاوريرت إزييان» بالأمازيغية.
وابتداء من القرن الخامس عشر الميلادي نشأ حوض غريس يلبس لباسا صوفيا طرقيا فظهرت تجمعات عمرانية تحمل أسماء الزوايا تؤثث الحوض، زاوية سيدي أحمد الهواري بتينجداد، وزاوية سيدي أبي يعقوب، وزاوية سيدي الحاج عمرو وزاوية سيدي علي بن يوسف بأسرير. وللزاوية الدلائية نصيبها يمثلها سيدي علي أوبراهيم تلميذ أبي بكر الدلائي حسب ما أورده سليمان الحوات في كتابه البذور الضاوية.
ونشأت أيت عطا في القرن السادس عشر تنزل بالسفوح الشمالية للأطلس الصغير التي لا تبعد عن روافد غريس. هناك ظهرت أيت عيسى وبراهيم، وتغزوت نايت يعزا، وأيت يسفول وملاعب وألتيريك. ولقد انخرطت «أيت عطا» في معارك السيطرة على موارد الماء واجتهدت في اقتصاد الماء، ودونت أعراف الماء.
وفي القرن السابع عشر طفقت «أيت مرغاد» تستقر بحوض غريس فظهرت قرية الخربات و«السات» بجوار قصور الزوايا. وابتداء من منتصف القرن الثامن عشر امتد «أيت مرغاد» القادمة من «امسمرير» إلى أعالي غريس يدعمها في ذلك الشيخ داود أعزي من «أيت حديدو»، فنجحت في إزاحة «أيت عطا» من «أمطغوس» وإزاحة «إملوان» من واحة «سمكات» بدعم من الشيخ «أو براهيم» من قرية «إيمضر». ولم تكن «أيت مرغاد» هي السبب الخارجي لإحاحة «إملوان» جانبا، فقد حصل التوتر في صفوفهم فكانت هجراته إلى «أسيف ملول» و«امسمرير»، وأزيلال، وزاوية الشيخ و«إيداليون» جنوب جبل العياشي ومكناس. ومن أفراد «إملوان» من استقر بين «أيت عطا» و«أيت يزدك».
ومن مشاهد التوتر أن عرف حوض غريس نزاعا بين «أيت عطا» و«أيت مرغاد» انتهى باحتلال «الخربات» و«السات». وبدعم من السلطة المركزية كانت حملة سنة 1816 وأرجع الوضع إلى حاله. وللإشارة فالمخزن المغربي كان يدعم حلف «أيت ياف المان» الذي تنتمي إليه «أيت مرغاد » من أجل إحكام تطويق «أيت عطا». ثم جرى بعد ذلك أن نزلت «أيت عطا» قصر «إكلميمن» سنة 1853 ولم يجر إخراجهم حتى تفوقت «أيت ياف المان» في معركة «تيلوين» دعما لعرب الصباح.
ولم يستقر الوضع بين «أسرير» بتينجداد و«الخربات» على حال، فقد حصل بينهما شنآن كبير في القرن الثامن عشر. وتدخل القائد إبراهيم يسمور اليزدكي لإصلاح ذات البين بين «أيت عطا» و«أيت مرغاد» بغريس سنة1851. ويجدر تجدير التذكير إلى أن الصراعات التي نشأت بحوض غريس كانت من أجل السيطرة على موارد الطبيعة. ونتج عن الصراع الحاصل في القرون الماضية، والذي لم يحصل بيان وجهه من بعد، بروز وسط متعدد إثنيا وثقافيا. فإذا أردنا تعريف حوض غريس نقول إنه فسيقساء من «أيت مرغاد»، و«أيت عطا»، وبقايا «إملوان»، وبنو معقل، و«أيت حديدو »، و«أيت يزدك».
وأمام المحن الناتجة عن الصراع حول موارد الطبيعة، فضلا عن اعتداء القواد والشيوخ اكتسب سكان حوض غريس ثقافة الدفاع الذاتي، والنزوع نحو الاستيعاب الإثني والتعايش مع التعدد الثقافي.
02- غريس والانسجام القائم على الاستيعاب
يمكن القول، إنه إذا استثنينا المسلك الجبلي بين اللصاب الممتدة من «تيزي ن تلغمت» شمالا إلى «إمي ن إغيور» جنوبا، المسلك الذي يصل نشرُه السلطة المركزية، ويجعلها دواما على بال، تنزل عليه خيل «الحرْكة» لتقويم الاعوجاج فيه، كلما أحست من أهله الزيغَ، فيتضع الناس بعض الوقت، وتكلف من يحرسه، فإن جل المناطق الجبلية تقع خارج «بلاد المخزن»، ولا يَشْخصها بصر السلطان إلا نادرا. فكيف انتظم الشأن الأمني بالمجال الجبلي بأعالي الأنهار غريس وزيز؟
وظل المنطقة مخبأ لاحتجاب الأقليات العصبية، أو الجماعات المجردة من اللباس العصبي المتبنية لأوراد الزوايا، فأضحى ـ المجال ـ بساطا للتعدد الثقافي. وكان منتظرا أن تَشخض البساط زاخرة بالصراعات العنصرية، وقيم التنافر والعدوان، وذلك ما لا يحدث إلا نادرا، رغم ورود القيم العنصرية في الأعراف، وظل السكون سمة غالبة. فما السر في ذلك؟
وإذا استثنينا عرف قرية «تدركلوت»، وعرف «أيت حمو وسعيد» في رحلتهم لمقاومة الاستعمار الفرنسي، فإن الأعراف، بما هي قواعد شفاهية، أو نصوص مخطوطة مُحبّرة، لا تنهل بوضوح من أي ملة أو نحلة. وإذا انفتحت على الدين فإنها تنهل من النوازل، والفتوى تكييف للدين لينسجم والحقيقة الواقعية في المجتمع. فكيف استقر حال الجماعات البشرية التي أربت بسفوح الجبال، على قرار ثابت، لا يُشينه أي توتر بين الدنيوي والديني؟
يصاحب التوتر فعل الاستيعاب، بين عشائر «أيت مرغاد»، كنحو إعادة إدماج «إملوان» بتانا وإدماجهم في مجموعة «سمكات» القروية، وذلك بذرئهم يبنون قصرهم بين «أيت يوب» والحرون يحمل اسم «إملوان»، جرى ذلك بعد تدخل شيخ الزاوية العياشية وقتها. ولم تحمل «أيت يوب» أي موقف عدائي تجاه «إملوان» فقد استوعبتهم بقرية «أيت كميل». ومعلوم أن «إملوان» هي التي احتضنت في البدء جد العياشيين بعد قدومه من فيجيج. وحصل الإدماج العشائري لإملوان بقرية «تمالوت» بمجموعة سمكات القروية أدمجوا مع «أيت امحمد». واستوعب «أيت عيسى يزم» «إملوان» بقرية «الحرون» بمجموعة «سمكات» القروية، وكذلك فعلت «أيت يزدك بقرية «تاردة».
03- من أجل مجالية متجانسة بوسط متعدد
العرف أساس المجالية الثقافية في مغرب ما قبل الحماية الفرنسية، وبفضله يحصل التجانس في الوسط سواء كان متعددا ثقافيا أو متجانسا. ويعم العرف امتلاك الأرض واستغلالها، وتدبير الماء وفق نظام محكم. ويغشى العرف تدبير المراعي القريبة «إكدلان» بالأمازيغية أو البعيدة، تلك المندرجة في المجال الوظيفي الأكبر للقبيلة. وبالجملة يضفي العرف لباسا ثقافيا على الوسط. وخلق تدبير الماء عنصر التآزر بين الأنسجة العشائرية بحوض غريس. ويكاد يرقى إلى مستوى الدم. وحسبنا أن الشيخ أو بن يحيى المرغاد ساهم في إنجاز حفر خطارة «بولعوان» بأسول، سنة 1836، وهو وسط الأقليات. وبالمقابل هناك توتر حول الماء بين «أيت سيدي مح» و«أيت الريبان» وبين أسول و«أكوراي».
توفقت أعراف الماء في إنشاء مجالية ثقافية قد تعم المجال المتجانس وقد تعم المجال المتعدد إثنوغرافيا كنحو «تيلوين» بغريس السفلي، وهي نموذج يفيد للاستشهاد.
تعد «تيلوين» مجموعة قروية بحوض غريس السفلي تضم سكانا من أصل عربي وآخرين من أصل أمازيغي فضلا عن الأقليات العرقية. ونزحت عرب الصباح إلى موضع «تيلوين» بعد إخراجهم من «إكلي» من لدن «أيت عطا» في القرن العشر الهجري السادس عشر الميلادي. ويعرف عن عرب الصباح نزوعهم إلى العمل وفق العرف الأمازيغي، لذلك اندمجوا في فيدرالية «أيت ياف المان» القبلية. ولقد تمكنت «تيلوين» من وضع نظام توزيع الماء على اليوم بعد تجذيذه إلى ثمان فترات: أول الليل، والعشاء، ونصف الليل، و«المندر»، وأول النهار، وربع النهار، ونصف النهار، و«تزاليت». يسمى الليل أو النهار في نظام الماء العرفي بمجموعة «تيلوين» «الفردية» ولكل عشرة نصيبها من الفرديات في دورة ماء تداني 20 يوما ونصف اليوم. ومحصل القول في النظام المائي أنه وظيفي يضمن تكافؤ الفرص بين العناصر غير المتجانسة إثنيا بالمجموعة القروية. وبعبارة أخرى فالنظام المائي سبيل للانسجام واستيعاب الإثنيات وتقديم الوظيفة على العرق.
ومع أشغال هيئة الإنصاف والمصالحة مجالية ثقافية أخرى، مجالية الذاكرة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وتكاد هذه الذاكرة تغشى كل حوض غريس. فهناك موضع «إكلميمن»، و«أملاكو»، و«أسول»، وتينغير، و«أيت سنان»، و«تيزكي» لكن هذه المجالية لم تنشط بعد، لأن برنامج هيئة الإنصاف والمصالحة الثاني (IER2)، لم ينزل المنطقة. وفي صناعة الذاكرة مجاليتان: مجالية تغشاها الذاكرة الجماعية، وهي الوحدات السوسيومجالية المتجانسة، ومجالية تغشاها الذاكرة الجمعية وهي الوحدات السوسيومجالية غير المتجانسة. ولأن الصناعة لم تنزل المنطقة تعذر الحديث عن شأنها.
04- التوصيات
بعد استعراض الوضع المتوتر بحوض غريس وما غشيه من مبادرات الانسجام حسن تسجيل بعض التوصيات:
- المرافعة من أجل جعل المنطقة منطقة ضمير تستدعي جبر الضرر الترابي.
- جعل المشاريع كلها تنصب حول المصالحة بين الإنسان والمجال.
- العمل على إحياء ذاكرة غريس وتاريخ غريس وحث الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية على الاهتمام بالذاكرة، وخاصة في مجال الفنون والشعر والقصة.
- درء القيم التي ورثها الحوض من عقود التوترات السابقة.
- دراسة الأعراف وإعادة إحياء القيم الإيجابية ودرء القيم السلبية، قيم الحقد والعنصرية.
- حماية واحة غريس بما هي وسط سوسيومجالي هش مهدد بالانقراض.