انقطعت جمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرقي، الكائن مقرها بمدينة الرشيدية، لدعم ما نعتته في وثائقها بالقيادة النسائية التغييرية، في طار برنامج سمته «أمل»، ظلت تنفذه بجهة درعة تافيلالت المحدثة. ويبدو أن البرنامج يبطن حملة إعلامية ضمن فصوله، أطلق عليها الحملة الإقليمية، التي تغطي، على ما يستشف، نطاقا جغرافيا معينا.
ولحسن الحظ أن أريد لتلك الحملة أن يكون سفيرها الفنان المشهور مارسيل خليفة الذي جيء به ليلقي الضوء على آداء النساء في العمل المدني والسياسي، والتفاعل معهن، بما هن ماهنات جمعويات، أو ماهنات السياسة في الجماعات الترابية بالجنوب الشرقي المغربي عامة. ولا غرو، فالفنان مارسيل خليفة وجه حسن، لائق ليكون رجل المناسبة لأنه مناضل تقدمي طاهر، وبالتالي، فحضوره بالميدان والاحتكاك المباشر مع النساء قد يشكل دعما قويا للمرأة القروية، لما للفن الملتزم من وقع في نفوس المناضلين الصادقين.
ولإنجاح اللقاء فضل الساهرون على شأن جمعية الألفية الثالثة بالرشيدية تنظيم استقبال الفنان مارسيل خليفة في إحدى الفلوات بعيدا عن حاضرة الرشيدية، فاختير مأوى «منزل زوالة» بقلب واحة الرتب في وسط غابة النخيل، فضاء للقاء الذي نعت أنه مفتوح بين الفنان مارسيل خليفة والنساء القيادات [بدل] الجديدة المستفيدات، من قبلُ، من برنامج أمل، وذلك صباح يوم الجمعة الفاتح من شهر أكتوبر من العام 2015. وسار اللقاء على شاكلة إفضاء تجارب النساء، شهادات نساء ساعدهن الحظ للفوز في انتخابات يوم 04 من شهر شتنبر المنصرم 2015، أو سبق لهن أن عمرن كراسي في الولاية الجماعية السابقة 2009 -2015. ومن الماهنات الجمعويات من أنصفهن العرف فتمكنن [من التمكين] في المجالس النيابية الجماعية السلالية، كما هو شأن الأخت فاطمة زروقي بمنطقة غسات بإقليم ورزازات. وضمن الشهادات معاناة امرأة، السيدة فاطمة فاسكا، في عملها الدؤوب بالدائرة رقم 02 بالجماعة الترابية امزيزل، غرب مركز الريش بإقليم ميدلت، فتمكنت من تجاوز أهوال التعدد الإثنوغرافي والثقافي والعشائري. وأثير ضمن الشهادات الأمل الذي راود الأخت المستشارة الجماعية المنحدرة من إقليم فيجيج، زوليخة البيض، والذي أصبح حقا وواقعيا بتربعها في أحد كراسي الجهة الشرقية. وعبرت المستشارة السابقة ببلدية الريش الأخت حياة أوجدي عن جدوى اختيار لباس سياسي واحد، ونصحت النساء بتجنب مرض الترحال السياسي، فالاستقرار على قار وتبني الرأي القار خير وسيلة لتحقيق شأو النساء اللائي رسمنه في مسيرتهن من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان. وأفصحت بأنها اختارت حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية طوعا، وواجهت طغيان الأسر التقليدية الإقطاعية بمحيط معتقل تازمامارت سابقا، وخالت العمل السياسي عملا دؤوبا، فوق وقع الظرفية والمناسباتية. وأفصحت إن كان الحظ يلعب بقدر هذه الأسرة لفائدة تلك فإن على المرأة الثبات القائم على المبادئ طمعا في الفوز والنجاج.
وبعيدا عن التجارب السياسية والعرفية النسائية دعيت السيدة فاطمة عراش لتدلو بدلوها بما هي ماهنة حقوقية اختيرت رئيسة للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية. انطلقت في شهادتها من وصف وضع المرأة بجهة درعة تافيلالت بأنه يفتقر إلى بذل المزيد من الجهود لإخراج المرأة من أهوال التهميش والانعزال وهيمنة سلطة الرجل. وما كانت لتضفي النظرة السوداوية على راهنية المرأة في علاقتها بالآداء الجمعوي، ذلك أن في الأفق أضواء مبشرة بمستقبل واعد: ألم تحمل الانتخابات الجماعية الأخيرة فوز امرأتين اثنثين ليبلغا كرسي رئاسة الجماعة الترابية، إحداهما بجماعة أيت يزدك بإقليم ميدلت، والثانية بجماعة أفرا بإقليم زاكورة؟ وكانت تأسفت عن إغفال استدعائهما لحضور المحفل المزين بحضور الفنان مارسيل خليفة. وأضافت أن هناك نساء، وإن لم يساعدهن الحظ في التمثيل في المكاتب المسيرة وبلوغ مركز القرار، فإنهن حصلن على أصوات مهمة. ولم تغفل أن تميل كل الميل إلى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالرشيدية ورزازات لتجرس بها إيجابا لمراعاتها التمثيلية النسائية المشرفة وانقطاعها في عملها اليومي الدؤوب لهموم النساء حيث استقبلت نساء معنفات وأخرى مطلقات مهملات، ومنهن من اللائي حاق بهن ضيم المحاكمة العادلة.
وفي الختام رد الفنان مارسيل خليفة مفصحا أنه قطع في مسيرته الداعمة للنساء 1200 كيلومترا، وأن النساء اللائي استمع إليهن قياديات بامتياز، وأنه تأثر خصوصا بشهادة المستشارة حياة أوجدي التي تركت وقعا إيجابيا في نفسه. ولا غرو فالمستشارة حياة توفقت في شق طريقها بكل عزم وتصميم وفهمت الوضع المفروض بالشريط الجيوبوليتيكي بمحيط معتقل تزمامات الذي صنعته سنوات الجمر والرصاص في المغرب.