زايد جرو - تنغير / جديد انفو
ارتبطت واحات ووديان درعة وزيز ومنطقة تافيلالت الكبرى، على مر الزمن، بشكل وثيق بقصورها وقصباتها التي أثارت إعجاب المغاربة والسياح الأجانب على حد سواء، وذلك لما تتضمنه من فن هندسي معماري أصيل يشكل جزءا من الحضارة المغربية الضاربة جذورها في عمق التاريخ،هذه المعالم الأثرية، حافظت على تاريخ المغرب وعلى تقاليد حضارته المتفردة في كل عهد، وهي حدث تاريخي بامتياز عاشه المغرب من خلال العمارة الطينية ، في مرحلة زمنية متقدمة من العمر.
ومن بين المناطق المعروفة بالقصبات بجهة درعة تافيلالت واحة لومكون او واحة الورود،انطلاقا من قلعة أمكونة وصولا الى زاوية احنصال وايت بوكماز بإقليم ازيلال، حيث يتزايد عدد القصبات وسط الواحة، مما وسمها بالتميز والتفرد عن وجهات سياحية أخرى، بموروث الثقافي المادي والشفهي المتنوع بها، وهو ما ساهم في استقطاب اعداد كبيرة من السياح الاجانب والمغاربة .
وحفاظا على هذا المورث المادي الثقافي عمل المنعش السياحي"امبارك أمزيل" المعروف ب 'مبارك بن علي' على بعد ست كيلومترات عن قلعة امكونة بقصر ايت كمات بالجماعة الترابية ايت واسيف على إحياء هذا التراث من خلال إقدامه على ترميم وتهيئة قصبة عائلية وتحويلها الى دار للضيافة اطلق عليها اسم "قصبة بن علي" لتمكين السياح من التعرف على جوانب مختلفة من تاريخ المنطقة وحضارتها وثقافتها في شتى تجلياتها المادية والشفاهية.
وأبرز المنعش السياحي "مبارك أمزيل" في حوار اجرته معه "جديد أنفو " أن فكرة ترميم القصبة راودته منذ 2011 وهو يمتهن مهنة البناء في مجموعة من مدن المملكة، وان فكرة ترميم القصبة بدأت في البداية بتهيئة الغرف واحدة واحدة .
وأضاف "ميارك أمزيل " المعروف لدى السياح الاجانب والمغاربة بـ "بن علي" انه لا يؤمن بالسياحة الضيقة ، بل فكر بالتنسيق مع مجموعة من الاجانب في تنظيم ورشات في الفن التشكيلي والكتابة وفي فن الطبخ و اليوكا ورحلات استكشافية للمناطق السياحية التي تزخر بها واحة لومكون لفائدة السياح الذين يقصدون القصبة وذلك على مدى أسبوع .
وأوضح "مبارك أمزيل " في نفس الحوار أن الساكنة المحلية تستفيد هي الأخرى من المشروع من خلال خلق تنشيط اقتصاد محلي، وخلق عدد من فرص الشغل مباشرة وغير مباشرة، ليصل الأمر الى بناء قاعة متعددة التخصصات يضعها رهن إشارة الساكنة المحلية في افراحهم واحزانهم وكذا رهن إشارة الجمعيات المحلية بالمجان .
واكد "مبارك أمزيل " في نهاية هذا الحوار ان من بين الأولويات التي يشتغل عليها هي استقطاب السياحة الداخلية لاكتشاف الواحة والاستفادة من الورشات والرحلات الاستكشافية التي تنظمها دار الضيافة "قصبة بن علي " وذلك بأثمان تفضيلية.
وبمناسبة منتدى المضايق والواحات المنظم بين 2 و4 ماي الجاري نظم مسؤولو الإعلام في اللقاء رحلة استكشافية للمكان همت الاعلاميين الحاضرين بالمنتدى، وكان اللقاء المباشر مع بن علي بابتسامته المعهودة وطيبوبته وأخلاقه، وكلها صفات تتطلبها مهنة الاشتغال في السياحة، لخلق الفرجة للسائحين والمراهنة على عودتهم وتقاسم ما سمعوه وما عاشوه بالقصبة مع آخرين وجعل السائح يشتاق للعودة من جديد، وهو ما صرح به سائح من بلجيكا واسرته لجديد انفو في الفيديو اسفله.
تفاصيل اوفى بالفيديو والصور: