جديد انفو - متابعة

في جوابه على سؤال هل كورونا تخرج بالليل فقط، قال عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتوكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط وعضو اللجنة العلمية والتقنية لتدبير جائحة كورونا “إذا اعتبرنا أن الحركية خلال اليوم وفي إطار الإغلاق الليلي الحالي من الثامنة مساء إلى السادسة صباحا هي 100 في المائة، فإن رفع وحذف هذا الإغلاق ولـ12 ساعة إضافية سيؤدي إلى رفع الحركية على الأقل إلى 200 في المائة، ولا سيما مع عاداتنا في شهر رمضان الفضيل (100 ديال الليل زائد 100 ديال النهار)”.

وتساءل الابراهيمي، في تدوينة له على حسابه الشخصي بـ”الفيسبوك” اليوم الأحد 11 أبريل الجاري، “هل يمكن لأي أحد منا و بمنطق علمي أن يثبت أن هذا الارتفاع لن يؤدي إلى تفشي الفيروس وانتشار المرض؟ هل لن نكون بذلك نجازف بالوضعية الوبائية الشبه مستقرة لاسيما وأرقام جهة الدار البيضاء تقلق؟ هل بذلك لا نغامر بخروج سريع من الأزمة ونضيع الصيف وكل لبنه؟ أظن أن كل هاته الأسئلة المشروعة كذلك تداولت خلال أخذ القرار التدبيري والذي لا يحضره أعضاء اللجنة العلمية” مجيبا في السياق ذاته “اللجنة العلمية تعطي توصيات تؤخذ بعين الاعتبار ككل المعطيات الأخرى كالاقتصادية والمجتمعية واللوجيستسكية الصحية لأخذ القرار التدبيري المسؤول”.

أما بالنسبة لقطاع المقاهي والمطاعم الذي يُسلط عليه الضوء هذه الأيام، اعتبر الابراهيمي أنه “أظن أنه على مدبري الأمر العمومي أن يخرجوا بقرارات واضحة في شأن الدعم المادي الذي سيقدم لهؤلاء المتضررين، وكمواطن أظن أنه بجانب الدعم المؤسساتي يجب أن نتضامن ونتآزر كأشخاص مع مغاربة هذه القطاعات، لا أتفهم كيف أن رواد المقاهي الذين نسجوا علاقات إنسانية مع النادلين وأرباب المقاهي والمطاعم لا يتضامنون معهم ماديا ولشهر واحد، شهر الإخاء والمحبة، وليس الصدقة لأني لا أرى هذا الدعم كذلك بل أراه كواجب وطني” مشيرا “شوي من عند الدولة وشوي من عندنا وها الشهر فايت إن شاء الله”.

“حبي وتعلقي برمضان والتراويح لا حد لهم، فشخصيا فمن أسباب عودتي للمغرب هو “القهرة” ديال رمضان في بلاد الغربة” يزيد الابراهيمي في التدوينة ذاتها، مؤكدا “ورغم كل هذا التعلق فقد كنت قررت أن لا أحيي التراويح بالمسجد هذا العام، لأنه لا يمكنني أن أجازف بإيذاء أي مسلم وأغامر بحياة أي مغربي بسبب ذلك، مع العلم بل أنا على يقين أن رمضان هذه السنة سيكون أفضل من سابقه وأكرم إن شاء الله، فكالمألوف سيكون أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وحفظ لأرواح كثير من المغاربة”.

ويزيد عضو اللجنة العلمية في السياق ذاته “تصوري الذي قد يخطأ و قد يصيب، بنهاية الشهر الفضيل نكون قد وصلنا إن شاء الله إلى منتصف شهر ماي، وكما قلت مرات متعددة فالمقاربة يجب أن تكون المعطيات قبل القرارات، وإذا ما استمرت الحالة الوبائية في شبه استقرار للأرقام والبيانات وتمكننا من تلقيح أكبر عدد ممكن من المغاربة، نكون قد وطدنا مكاسبنا من الناحية العملية، ويمكن أن نبدأ بتخفيف كثير من القيود، فيمكن فتح المساجد لجميع الصلوات و قراءة الورد القرءاني اليومي وللدروس الدينية ومحو الأمية لتلعب المساجد دورها المجتمعي الكامل، فتح المقاهي والمطاعم لمدة زمنية أطول عسى أن تستعيد كثيرا من عافيتها المادية، والسماح بالتجمعات بأعداد معقولة، ورفع قيود التنقل بين الجهات الخضراء، كل هذا في انتظار التقييم الشهري القادم”.

“خلال الأشهر المقبلة يجب علينا أن نعي شيئين هامين دور المواطن كحلقة أساسية في مواجهة هذه الأزمة الصحية، وأن كل فرد منا، مهم في هذه العملية وبدونه لن ولا ننجح” يختم الابراهيمي تدوينته مشيرا “بالصراحة واخا عيينا، زيروا معانا في الإجراءات الاحترازية، وأن يقر هذا بتواصل سلس لمدبري الشأن العمومي واللجان العلمية كل في مجال اختصاصه، نعم صعب جدا التواصل في زمن الجائحة و لكنه أهم بكثير أولا من أخذ القرار وفي بعض الأحيان من اللقاح والأدوية، وبدون هاذين المبدأين لا يمكننا مواجهة الأزمة الحالية ولا الأزمات القادمة لا قدر الله” مردفا “في الحقيقة والله حتى المغاربة كيفهمو غير خصنا نتواصلو معاهم مزيان”.