زايد جرو - جديد انفو
محاربة الريع بأشكاله وتجلياته رفعته الحكومة منذ كانت كوادرها السياسية أفراخا حزبية تبحث عن أوراق تربحها في الانتخابات، فاشتغلت في برامجها على بؤس الشعب وجوع الشعب، وبينت للفقراء من الربح القناطر المقنطرة، بتعهدها بالوقوف على الاختلالات الاقتصادية بكل أشكالها ليستفيد الجميع من عائدات البلاد وخيرات البلاد، و حتى من بؤس البلاد حين تنحبس الأمطار بمحاربة الريع على أساس منح الامتيازات والخدمات وفرص العمل للجميع دون مراعاة لأي اعتبارات إلا بالمنافسة والكفاءة والجهد والجدارة.
ويأخذ الريع في الاقتصاد المغربي أشكالاً منها ما هو واضح جداً للعيان ،وما هو مستور جدا للعيان ، من أعالي البحار حتى أعالي الجبال وجوفها ،وانتهاء بالإعفاءات الضريبية الجزئية أو الكلية التي تستفيد منها بعض المناطق ضمن سياسات ما يُسمّى بتشجيع الاستمثار،والحكومة عجزت عن محاربة الريع بأصنافه والذي نزع أصحابه فيه إلى الفساد بعقد ضمني أو صريح ، يفضي الولاء والدعم السياسي لها ، مقابل قهر البسطاء من الشعب بعطالة لا تنتهي وبتقاعد نسبي لا نسبية فيه ،فتهالك التماسك على الاجتماعي على نحو خطير ،فالريع مس بشكل كبير تقاعد البرلمانيين الذين يقضون مدة وجيزة في المنصب ،ومدة طويلة في النوم على مقاعد القبتين ،وما تبقى من الوقت يمر في الحفر في الهواتف الذكية والقهقهة والمجاملات بطريقة درامية وترديد جمل نمطية من قبيل : السيد الرئيس ، السيد الوزير والسادة والسيدات البرلمانيين والبرلمانيات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته بأسلوب سخيف وجمل مبتورة بلغة ركيكة وبأخطاء لغوية تمج الأسماع وتنفر المتتبعين من متابعة فصول المسرحية البرلمانية حتى النهاية..فخافت الحكومة من ألم الوجع ومخاض النقاش في تقاعدهم مع أن معظمهم سيستفيد من تقاعد الوظيفة العمومية.
الحكومات عجزت أيضا عن وضع حد لريع امتيازات الطلبة الصحراويين الذين استفادوا من اقتصاد الريع لعقود من الزمن، ولا يريدون أن يتم انتهاج مبادئ الشفافية والتنافسية بامتيازات تُمنَح لهم حصرياً ، يسكنون الأحياء الجامعية جميعهم إلا من رفض ،وامتيازات التنقل وكل الطلبة في الجامعات يحسون بالغبن والقهر أمام هذا الريع الطلابي بدعوى أنهم صحراويون فهل طلبة الجنوب الشرقي جميعهم ليسوا بصحراويين ألم يلاحقهم البؤس التاريخي منذ أن كانوا نطفة ولاحقهم القتل بين الأسوار الجامعية ظلما وهم في ريعان الشباب.
الحكومة مطالبة بمكافحة التمايزات الريعية بين الطلبة ووضع حدّ لغطاء الشرعية للأموال بحجة الانتماء للصحراء فكل المغاربة صحراويون وهي للمغاربة جميعا ولا فضل أو تفوق لأحد بالادعاء بأنه أكثر صحراوية من الآخر، ولن تكون محاربة هذا النوع من الريع سهلة لأن محاربته ستسمم الهواء ،والتمادي فيه يحرم العديد من أبناء الشعب المحتاجين والمعوزين من الاستفادة من عطاء البلا ويخلق خللا في آليات التنافس، و من المفروض أن تمر آليات الدعم لجميع الطلبة المغاربة عبر قنوات سليمة واضحة شفافة لتتحول كل القوى الوطنية إلى رأسمال حقيقي ملموس .