زايد جرو / جديد انفو
الانتخابات الجماعية والجهوية بجهة درعة تافيلالت حظيت باهتمام كبير من المتتبعين والمحللين والسياسيين وأمناء الأحزاب، ومن الساكنة نفسها دون استثناء ،حيث أبان الحدث الوطني عن اهتمام محموم وغير مسبوق بالمشهد السياسي، وبالتحولات والتقلبات المتتالية والمتعاقبة التي عرفتها خريطة الأحزاب.
كل ساكنة درعة تافيلالت سهرت مع السهرة الانتخابية ،تنتظر النتائج وتنتظر نسب الفوز على مستوى البلديات، و الجهات ،وكان حزب المصباح في الميزان بين أحكام المهتمين التي تراوحت بين الاعتراف والبخس، وبين طرح التساؤلات المحرقة والمحرجة في تدبير المشهد السياسي الحالي في نسخته الثانية ،وبين إمكانية مشهد سياسي آخر مفترض ولو لحين، والكل ينتظر أن تنفرج ملفات ثقيلة وساخنة مثل : التشغيل والرفع من الأجور وإصلاح أو إفساد أنظمة التقاعد على يد ذا أو ذاك.
النتائج بجهة درعة تافيلالت في كل من الراشيدية وتنغير وورزازات وزاكورة وميدلت غيرت المنتظر وصدمت الكثير الذي مازال لم يغف بعد من صدمته ،ولا جواب إلا بالتحسر والانكسار، ولسان الحال يردد " اكتسحونا أولاد لحرام" وهي العبارة التي ترددت أيضا في الشارع العام فنُعتت بها كل الأحزاب سواء من كانت نزيهة في التصور في حملتها أو من تبنت برامج مفترضة أو مستنسخة، ولا حديث للناس في كل الأمكنة سواء بالبيوت أو بالشوارع أو في مقرات العمل إلا عن الانتخابات بها يصبحون في القول وبها يمسون في المقول.حيث فاز حزب العدالة والتنمية ب 13 مقعدا، متبوعا بحزب التجمع الوطني للأحرار ب 11 مقعدا، تم حزب الاستقلال ب 7 مقاعد، و حزب التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية ب 5 مقاعد لكل حزب، تم حزب الأصالة والمعاصرة في المرتبة الأخيرة ب 4 مقاعد ، وقد اتضح أن التحالف الحكومي (العدالة والتنمية ،التجمع الوطني للأحرار،التقدم والاشتراكية ، الحركة الشعبية ) قد حصل على 34 مقعدا مقابل 11 مقعدا فقط لأحزاب المعارضة (الاستقلال + الأصالة والمعاصرة). وبهذه النتيجة تكون رئاسة الجهة الجديدة درعة تافيلالت بيد التحالف الحكومي في حالة عدم وقوع مفاجآت كالتي وقعت في انتخاب أعضاء الغرف المهنية..
الانتخابات أبانت عن وعي سياسي جاد ومسؤول لدى الساكنة بالجهة ، و الذي تشكل بعد إحداثها ، والذي يفسره المتتبعون بالغيرة على مستقبلها التنموي، والذي لن يحصل إلا بالتزام الأحزاب ببرامجها المحلية والجهوية التي وعدت بها الساكنة، والتي ستحاسب عليها مستقبلا ولن يكون الأمر سهلا لكل الأطراف، فالجمعيات الحقوقية الجهوية تتابع عن كثب، والنسيج الجمعوي القوي يلاحظ، والإعلام يتربص، والساكنة طموحاتها وأمانيها عريضة وكبيرة في إصلاح البنيات التحتية، وتحسين ظروف عيشها، والمستقبل القريب سيفضح كل البرامج والوعود الصادقة أو الزائفة التي التزمت بها الأحزاب للعباد في البلاد، فإما ستزداد بخسا ومقتا آو ستزداد علوا ورفعة.