زايد جرو / جديد انفو
فصل الصيف والعطل المدرسية تكون الفرصة سانحة للحركة، ولا أحد يرغب أن تمر فترة راحته بين نفس الجدران التي قضى فيها السنة بكاملها ، الأطفال يقلقون راحة الآباء ،وينهكون جيوبهم الباردة في حر الصيف ، فيجهدون النفس قرضا واقتراضا ،في ظل وضعية اجتماعية هشة من أجل إرضاء الوُلد وتجنب لغط النساء.
يستعد أهل البيت جميعهم ويعدون العدة ،ويلبسون ما يليق، ويضعون النظارات الواقية لأشعة الشمس ، ويمتطون الحافلات العامة أو السيارات الخاصة، ويلوون الأعناق ذات اليمين وذات اليسار استمتاعا ، وذاك حقهم في الحياة لأن في أرض المغرب ما يستحق العيش حقا ، يستمتعون بالأغاني، يصفقون يدردشون يمزحون مزحا مقبولة وغير مقبولة والسائق الأب في تفكير ،وحرص شديد في احترام قانون السير تجنبا لاستجداء أهل الحال الذين ينتشون بغلاء تسعيرات المخالفات التي لا يعرف قيمتها المادية الأرستقراطي الاستقلالي السيد غلاب لا أرجعه الله للاستوزار ، يستوقفونك في الطريق بحجة حزام السلامة الخلفي مرددين " تخلص هنا ولا هناك ؟ وتبدأ في الاستعطاف ويندى جبينك عرقا وفي الأخير تؤدي الثمن وما كلامك إلا طنينا حملته الرياح للغياهب .
حين تتلوى أمعاؤهم جوعا يصيحون ،و يتوقفون للتزود بالزاد حيث يختار الكثير من المسافرين الشواء أو الطاجين، سواء في وقت متاخر من الليل، أو في قيلولة النهار، تجد الأجساد اللحمية معلقة كما تعلق الملابس فوق السطوح، تحمل توقيع الطبيب البيطري، يشهد بصلاحية استهلاكها ، يأتيك رب المقهى ،بمنشار صدئ والذباب كالضباب يتبعه ، تزاحمه الشحوم الصفراء وتضايقه ويرمي بها على الجوانب كأطراف السلهام المغربي التقليدي، وتحس بنفسك حيوانا لاحما، فيسافر المنشار ذهابا وإيابا ونجار اللحم ينجر وينجر الضلوع الغليظة ، ويزفر برائحته النتنة المختلطة بالعرق والسيجارة، وترى بعض قطرات زيت الشحم تقطر على الأرض، وأنت تنتظر انتهاء المعركة، والأبناء يتأففون، والذباب الأسود والأزرق يتجول ولا يزاحم بعضها بعضا لكثرة المنتوج المعروض، الشمس الحارقة تحرق اللحم طول النهار، ثم يطحن لك "الكفتة" التي تحول لونها أزرق، يشويها على جمر أحمر يسقيه بماء أسود، للتقليل من الدخان،و يقدم لك الطعام مرددا بالصحة أوستاذ ولو لم تكن أستاذا ، تشريفا لك اعتمادا على مرجعية مكانة الأستاذية أيام عز الأخلاق ،فتشم رائحة الجيفة وتترك كل شيء بعد أداء الثمن طبعا، وتغادر لتبحث عن" لفروماج وكوكا كولا" وتسمع من أبتائك الكلام الذي يليق ولا يليق.
الطاجين يخاف منه المستهلك كثيرا لزيوت القلي التي تستعمل فيه، و"الكفتة " المطحونة تكون معرضة اكثر للتسمم وكل ما يأكله المسافرون في سفرهم مرض في مرض، وكم من شخص تعرض للإسهال الحاد، وكم من شخص أغمي عليه، وكم من شخص نقله الإسعاف بعد وصوله، وكم من طفل عانى طول الحياة، وكم من بالغ معاناته مستمرة منذ 2008 ، وأنا منهم ،لأنني ربما أكلت كفتة " حمار ميت" ورحمة الله الواسعة على أحد ضحايا آكلي اللحوم المشوية بزايدة مؤخرا والذي ينحدر من جماعة حصيا.
المراقبة منعدمة في محطات الاستراحة ولا شروط للسلامة الصحية : "سراق الزيت" يزاحمك ،والقطط تهاجمك في محطات عديدة منها " العرجات ، واد جديدة لمهاية، مشرع بلقصيري، سوق أربعاء الغرب، زايدة ، لعرايش بوزنيقة ، تدارت ...." ولا يمكن بالقطع أن نصل مرتبة الدول الغربية ،أو بعض الدول العربية المتقدمة ،المأكولات معلبة داخل ثلاجات درجة التبريد فيها عالية ولا ذبابة واحدة تطنطن ولا وسخة ولا قطة ولا ..ولا... ولا...
إذا عدت من سفرتك سالما، فاشكر الله على سلامتك، وسبح له في الصبح والعشي ،ولكن تذكر أن الدور عليك المرة المقبلة، كما قال القذافي لرؤساء وملوك العرب العاربة ،ولا يجب أن نعمم حتى لا نكون من العدميين كما تقول الحكومة النصف الملتحية، فهناك من أرباب المقاهي من هو حازم أمره ، يراقب الجودة باستمرار ..
رافقتكم السلامة أيها المسافرون في سفرتكم ،وشدوا الحزامين : حزام السلامة الطرقية بسياراتكم ، وحزام السلامة البطنية من تحت ثيابكم ،حتى لا ترخى أحزمة سراويلكم وتقضون ما تبقى من عطلتكم بالقرب من أبواب المراحيض تنتظرون قضاء حاجاتكم دون فرامل.