
زايد جرو- تنغير / جديد انفو
الحديث بجهة درعة تافلالت وبجهات وطنية أخرى، وكل المواقع الإلكترونية والجرائد الورقية لا حديث لها هذه الأيام إلا عن لقاء حميد شباط الآمين العام لحزب الميزان بالرشيدية الذي شغل بال المتتبعين بخرجاته الإعلامية الاستخفافية بعد انسحاب حزبه من حكومة المصباح، التراشق بين الحزبين اعتاده الناس حتى المقت وكل حزب يتفنن في ترويج منتوجه وتسويقه بوسائل إقناعية وحجج برهانية ونصوص نقلية للنيل من صاحبه وتمريغه في التراب والوحل وتعددت الأقنعة في غسل غسيلهما أمام جمهور عريض ابيضت عيونه واحمرت جفونه اندهاشا وهما معا يصنعان الفرجة للمتتبعين بكل الطرق ابتسامة وحركة وتواضعا، حتى تطمئن أنفس الفرائس ويتبلد إحساسهم ويصبحون مقتنعين طواعية ومستعدين تلقائيا انحناء لنقل الغبار والتراب والجير وكل متاع صالح للنقل دون التفكير بعين البصيرة والتبصر...الشخصان المثيران للجدل عدوان فوق الخشبة لكنهما ربما أصدقاء في الكواليس وما الظاهر على ما يبدو إلا قناع من أقنعة شهرزاد.
الصراع الحزبي هو واقع الحال الآن على بعد أشهر من الاستحقاقات وقد عاد بالمطلعين على تاريخ الأدب العربي إلى العصر الأموي، أيام شعراء النقائض : جرير والأخطل والفرزدق الذي وصل فيه فن الهجاء الذروة من حيث طبعية المواضيع والتفنن في السب والشتم وإثارة الضغائن بلغة شعرية وإنشائية وأسلوبية عالية وبصور بيانية بلاغية مركبة ، تجعل المتلقين يعيشون المتعة الإلقائية بأذان صاغية وهم يتذوقون الهجاء القوي ، فالرجلان تفننا في السب والركب والرمي والسباحة لكن لغتهما في التعبير ظلت لغة العوام .
شباط أمطر غريمه بوابل من السهام المميتة ولا ندري هل تكسرت النصال على النصال أم أنها أحدثت فقط الجروح الغائرة التي ستضمد وتلتئم مع الأزمان، فأمين حزب المصباح في المقامة الشباطية هو الطاغوت الذي أتلف الشعب بالمبادئ بجيوش مرهلة، وهو عدو الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان، ويجب إيقاف زحف كل قراراته اللاشعبية التي قلصت من ميزانية التعليم والصحة والشغل، ورئيس الحكومة من كبار التجار بالدين، ويتقن الكذب وفضائح الحكومة عديدة ومتعددة بدءا بالزيادة في المواد الاستهلاكية الأساسية من البنزين والمحروقات إلى الزيت والسكر وصولا إلى الماء والكهرباء، ولم تأت بأي مشروع لمنطقة الراشيدية،وقد اتخذهم الشعب فرجة وهزءا ولغته لغة الضعفاء، وعجز عن الإجابة عن سؤال " ما علاقتهم بداعش " وختم بالقول مازال باب التوبة له ولحكومته مفتوحا لمدة سنة ونصف .
أما شباط كما ورد في اللقاء فهو الذي يحارب الطواحين الهوائية وفي كل فتوحات الحزب تنطق بالنضال الذي يتناقله الحداة وهو الذي يهابه الخصوم و هو رجل سياسة القرب وحزبه أم الأحزاب ،وهي القوة التي منحته الحياة . ... فمن نصدق هذا أو ذاك أو الذي سيأتي فكل القنافذ مشوكة مادامت سالمة من داء الجرب ولا أحد منها ظهره أملس.
أهالي الرشيدية منذ أزمان صدرهم مفتوح لكل التوجهات فبعد أن كانت سجلماسة معبرا للقوافل التجارية والعلمية وكانت مركز حضارة معرفية صدّرت العلماء والسياسيين لكل البقاع فإنها مازالت في الحاضر قطبا وقبلة لكل المهتمين بالشأن الثقافي والسياسي والسياحي، بالأمس حضر عبد الإله بنكيران عن المصباح واليوم حضر حميد شباط عن الميزان وغدا سيحضر الآخر عن حزب العقرب والسياسة لعبة وخدعة ويصعب التحكم في قوانين كل اللعب كما يصعب تجنب فخاخ كل الخدع.