زايد جرو – تنغير / جديد انفو
المتتبع للأسئلة الشهرية في مساءلة الحكومة حول المشاريع والمنجزات يدرك تمام الإدراك انشغال الأغلبية من المواطنين بما يجري داخل القبة وتتبعهم للطروحات العقيمة لبعض الأحزاب التي حضرت بالزاد السياسي العقيم وبالتدافع اللغوي الهش وبالرؤى الطاعنة في اليأس لتؤكد بثبات أن مدة صلاحية هذه الأحزاب قد أوشكت النهاية رغم تظاهرها بأنها أحزاب لن يشق لها غبار .
رئيس الحكومة عن حزب المصباح ثارت ضغينته الزائدة على حزب الجرار منتقصا ومستخفا من رئيسة الفريق البرلماني في إطار المناصفة بين الرجال والنساء في الشأن السياسي والحزبي ليخرج الجدل بانتعال رداءة خطاب لغوي اعتمادا على تأويل زائغ له ، حيث سقط قناع الحشمة والاحتشام والرزانة على المجلس الموقر حين انتشى الحاضرون المتتبعون بالتركيب اللغوي لرئيس الحكومة بقوله " ديالي اللي كبير عليك " حيث خرج اللفظ من اللباقة للوقاحة بالتأويل الأحادي المعوج دون الاعتماد على قرائن المحذوف الذي مفاده أن الحزب الذي أمثله هو أكبر حجما من الحزب الذي تمثله البرلمانية عن حزب الجرار.
العبارة التي قد تكون غير مقصودة أثارت واستأثرت باهتمام المتتبعين الذين يعانون من الجوع العاطفي ومن الهبات الساختة التي تدفعهم لركوب البعد التأويلي والمتن اللغوي البعيد للغة ،دون استحضار السياق للعبارة التي خلقت نقاشا لسانيا ذميما منحطا بين مختلف الفاعلين الحزبيين والمهتمين بالشأن اللغوي العامي المشحون بغنى ثقافي معبر عنه من حلقات لسنية مختلفة .
اللقاء الشهري لم يُعقد أصلا للإساءة أو النبش في النشأة والهوية ،والجلسة ليست لغسل الغسيل وتحلية الماء مع البعض وإشعال الفتيل مع البعض الآخر وإثارة الضغائن بين مختلف الفاعلين السياسيين واللغويين معا .فعبارة بن كيران زادت الخطاب البرلماني ثقلا كبيرا من المقت ، وفضحت الإعاقات الفكرية للعديد من السياسيين والمناضلين والصحافيين ....والعنف اللغوي لرئيس الحكومة موجه ضد صرخة امرأة من حزب الجرار، فلو كان الخطاب موجها لرجل من نفس الحزب وبنفس العبارة والنبرة لسقطت أقنعة أخرى أشد وأقوى ، لأن الفهم سينال من فحولة الرجال وكراماتهم ،ومهما سيكون رد وتعليل رئيس الحكومة وتبريره في النطق باللفظة فقد تبقى دلالتها قوية وحاضرة في الدارجة المغربية التي ترجمتها ضحكات إعجاب أحزاب تعيش سن اليأس الحزبي الذي انتشر واستفحل والذي عبر عنه المتتبعون بأنه من المسببات الرئيسية للحموضة البرلمانية المزمنة .