زايد جرو – تنغير / جديد انفو

موت المشمول برحمة الله السيد عبد الله باها خلف جرحا غائرا بالأسَر الصغيرة والكبيرة داخل الوطن وخارجه لأسباب يصعب عدها وتدوينها ،فالذي وقع الإجماع عليه :هو أنه قيادي حكيم بامتياز، بحزب العدالة والتنمية ،وأنه أوتي الحكمة والقدرة، لحل مشاكل كبيرة بالحزب ،أو في الحكومة، أو في حركة التوحيد والإصلاح.

الرجل كان هادئا حسب ما نعرف ،ومن خلال التتبع الشبه اليومي لما ينشره ،أو ما ينشره مقربيه، أو من خلال تصريحات أقرب الأقربين : التواضع جلله، والهدوء حف خطواته ،شارك باستمرار رئيس الحكومة في قراراته ، ومشاوراته ،وهو القائل فيه ذات يوم: " إن منصب الأمين العام في الحزب يشغله شخصان وليس شخصا  واحدا"  في إشارة إلى نفسه وإلى عبد الله باها رحمة الله  الواسعة عليه.

جنازة الرجل المهيبة بالرباط  يوم الثلاثاء 2014/12/09 التي رحل  من أجلها معظم  الناس من مدن قريبة وبعيدة  حتى ضاقت شوارع الرباط بحمل الرجال والنساء في مخلف الأعمار، تعطي إشارة  قوية واحدة مفادها :إن القضايا الصحيحة والقوية لا يختلف فيها المواطنون المغاربة ،فالناس اختلفوا عند عبد الله باها  ولم يختلفوا حوله ،ولم تغيره السلطة، ولم يزحزحه المنصب الوزاري عن طبعه وبساطته وتواضعه.

وجنازة الرجل درس في القيم والمواعظ ،فكم مات من رجال السلطة ولم تكن جنازتهم بقدر هبة جنازته، فهي جنازة  رزانة ،ودروس، وعبر ، وتواضع ،...لشخص بسيط ترك بصمة في النبل والسماحة ،والرفعة وقد خلف اليتم حقا في مآقي الكبار ،تغمده الله برحمته ،وأسكنه فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.