زايد جرو/ جديد انفو
السماء جادث غيثا والجبل جاد حجرا أيضا،ولا حديث بتنغير والنواحي إلا عن الصخرة الحدث ،والصخرة الملعونة العجيبة ،والصخرة القوية الغرببة،التي هوت فجأة بمضايق تودغى يوم السبت 2014/11/29 مساء فقلبت حدث الحديث عن الأمطار ومخلفاتها النفعية وغير النفعية وعن موضوع مسيرة النساء من أجل الصحة ،إلى الحديث عن الانهيار المفاجئ لبعض الصخور القوية من أعالي الجبال التي صعب على سيزيف التقليدي الوصول لقممها متسلقا منذ الأحقاب ، الأمطار الحمضية تسللت عبر الشقوق لتفتت كل اللواصق بين الصخور لتتهاوى على التوالي تبعا وعبثا مخلفة دمارا ماديا ،وشقوقا نفسية غائرة وعميقة يصعب رأب تصدعها وألمها اللحظة الآنية واللحظات القادمة.
الحدث له تداعياته على الوضع السياحي بالوحدة الفندقية التي تؤدي واجباتها من الضرائب السنوية وتشغل يدا عاملة لا بأس بها ،ولا يجب أن نتحين الفرص للشماتة واللوم والتقريع والعتاب، فالحدث وقع كما وقعت أحداث في مناطق أخرى شبيهة ،ويجب على المسؤولين الذين يقوِّمون بعض خسائر الأمطار أن يصرحوا بأن جزء من الوجهة السياحية العالمية بمضايق تودغى منكوبة وقد تضررت كثيرا،فكل الزوار وكل السياح كانوا يستمتعون بالمكان ويلتقطون الصور تخليدا للذكرى سنين طويلة،بل لا يجب أن يبخسوا متعة الجلوس بفضاء الفندق الخارجي وهم يلتقطون بأعينهم الجاحظة لقطات كل رائح وغادِِ .
الشارع العام لا يتحدث إلا عن الحدث وكأنه انتقام غيبي ،وفي حديثهم مواقف ومزالق ويجب على المجلس الإقليمي للسياحة ووزارة السياحة أن يتدخلوا لإصلاح الأعطاب وعلى كل الذين كانوا يتثاءبون ويسترخون ويضعون الرِّجل فوق الرِّجل والساق على الساق ليظهر الحذاء اللامع الأسود والبني هناك مجانا ،أن يتدخلوا بكل ثقلهم ،كما دخلوا المكان ذات يوم منتشين منشرحين كأنهم هم من نصبوا ذاك الجبل ،حتى لا تتضرر السياحة بتودغى ،فأحلى وأغلى مكان يجلب الزاوار هي تلك المضايق العالية الشامخة ،وعلى الوحدة السياحية بمعية المهندسين والمهتمين أن يفكروا في كيفية إعادة الحياة للمكان وإنقاذه تجنبا للضرر السياحي الذي يمكن أن يلحق المنطقة كاملة، والحمد لله على سلامة كل العاملين والزوار.