
زايد جرو/ جديد انفو
الرفبق مصطلح مستفز لمجموعة من الاختيارات السياسية الجديدة والقديمة، وهو يحمل شحنة توجهية يسارية تقزز منها اليمين المتطرف، واليمين المعتدل ،واليمين الذي لم يجد بعد مستقرا بعد ،لتأرجحه بين اليسار واليمين، والمفهوم ارتبط في النشأة بقواعد الساحة الطلابية ،قبل التوجه الظلامي وقبل التيارات الأمازيغية، وترديده في بداية السبعينات كان مبنيا على مرجعية قوية مؤسسة على الفكر الماركسي اللينيني الذي زعزع التوجه الفكري الرجعي الظلامي لخلفاء وحلفاء الاستعمار بعد الاستقلال، والذين كانوا يوصفون بالبيادق والخدام ،والمخبرين والمخازنية والرجعيين وأصحاب الطرابيش المأجورين المقبلين للأعتاب والنعال ،وما إلى ذلك من أسماء وأوصاف قدحية .
والمصطلح إلى حد الساعة ،يطرح جدلا عميقا بين المهتمين بالشأن السياسي بمعيار منطق التاريخ الذي يشهد للرفاق في الساحة الوطنية بالخط النضالي الذي ارتضوه منهجا في مواجهة السياسات الحكومية اللاشعبية ، بالعصيان للتوجهات التي رسمها المخزن واليمين الحكومي لقمع إرادة الشعب الردكالي المقهور بالعصي والهراوات للجم ورجم انتفاضات الخبز والجوع والعري ،فلم يساوموا فتصدوا لكل محاولات التدنيس السياسوية وفضحوا كل الأجهزة القمعية بكل الوسائل المتاحة وكان الثمن باهظا كلف الرفاق سنوات من التعذيب في مخافر الشرطة وفي زنازن انفرادية بسجون جبلية فذاع صيت حبس تزمامارت وحبس اكدز وقلعة مكونة وغير ذلك كثير.
الرفيق التسمية ،والرفيق الشحنة ،والرفيق المناضل ، لفظة ومفهوم بدأ ينحدر يوما بعد يوم، وقل استعماله في عهد الحريات والتوجهات الحقوقية الكبرى ،وعلت فئة تطالب التعويض عن سنوات الرصاص والجمر مقابل قيم كانوا يؤمنون بها فوصفهم البعض بالانتهازيين ،ووصفهم البعض بالمرتزقة ، والبعض بأصحاب حق ،إلى غير ذلك من التسميات القدحية أيضا.
خلفاء وحلفاء الرفاق الآن ،هم شباب ورثوا الإسم ، ولم يرث معظمهم المبادئ والقيم، فرفعوا الشعارات المزيفة المكتوبة دون أن يحسوا بعيارها وثقلها ،لأنهم لم يعيشوا النضال ولم يعايشوا المناضلين بل هم وارثون للنعوت والأوصاف من خلال الأوراق الإرث ،أو الفضاء المكاني الإرث ،أوالصرح المنيع الإرث، الذي خلفه مناضلون حقيقيون ،سجلوا ودونوا وكتبوا بدمائهم تاريخ الطبقات الكادحة ، وتبقى كلمة الرفيق عالية موشومة على نواصي الفرسان الجريحة التي تراخت وتثاءبت وطوت القوائم في مرابضها كل أشكال الانتهازية بعد الرحيل.