
زايد جرو - تنغير / جديد أنفو
تميز ملتقى مهرجان الورود في نسخته (52) الذي تم بين 22/05/2014 و 25/05/2014 بالاختلاف حيث اهتدى المنظمون إلى اختيار فعاليات أثبتت قيمها الفكرية والجمالية في بعض اللقاءات ،وإلى استدعاء شخصيات سياسية وفنية وإبداعية وإعلامية ورياضية لها حضورها النوعي الوازن على المستوى الوطني ليكون برنامج اللقاء فيه التشارك والغنى ،ويترجم الإرادة الجادة للجميع في تنزيله أرضا وممارسة، وليكون مناسبة للمراجعة الشاملة لكل القدرات والإمكانات المتاحة لطرح الكثير من الأسئلة المحرقة التي تمس واقع وآفاق التنمية المحلية، ومدى استجابتها في الحركية والمردودية والتداولية لقواعد الاحتراف على مستوى الوطني إنتاجا وتوزيعا وتسويقا.
المهرجان ككل المهرجانات فيه الغث والسمين من حيث التنظير والممارسة ومن حيث اختيار اللجن وتجربتها ومستواها التنظيمي وعيارها الأخلاقي والمعرفي وشهرتها على مستوى التواصلي تربية ولغة ونزاهة وعطاءا جمعويا ومجتمعيا ... وهو أيضا مناسبة للإجابة بشكل عقلاني عن الرؤى المقلقة للتقليل ما أمكن من حدة الهجوم الشرس التعسفي من أقلام مهزومة أفسدها الفراغ وضاق ذرعها وقل شكرها، أصحابها رؤساء في الفرق، نعاق في الهرج، هم طبقات لا يقدرون وضع الحق في مراتبه و الباطل في منازله، ويعبرون عن ملامح هوية جماعية تأصل فيها القهر النفسي التاريخي المتأصل و تداخل في رؤيتها المعرفي والايديولوجي والحزبي والتطفلي كذريعة مقيتة لإحباط الفعل، حيث استفاقوا من صدمة العجز والتهميش في الانخراط في الإنجاز عن بعد أو عن قرب .
المهرجان هو مادة خصبة للكتابة وهو يؤرخ لعهد جديد في الرؤيا والإخراج ،وقد انفلت من القبضة الضيقة وتجاوز الرؤيا المقزمة لبعض اللجن وفاق مستواه مستواها ،ويجب إعادة النظر في كل التشكيلات والتركيز على الطبيعة الإشكالية لعلاقة الإعلام بالمهرجان ،وماذا قدم الإعلام للإنجاز وماذا أضاف المهرجان للإعلام والمهرجان ليس مجالا للفسحة فحسب، وقيمته لا تكمن في الندوات والطاولات المستديرة بل هو قيمة اقتصادية وفكرية وفنية وجمالية وفر إمكانية الوقوف عند بعض عناصر التحول التي بدأت تظهر على صعيد الصنعة ، وفيه طاقات إبداعية تعبت وكدت وسهرت ولا ينكر جهدها إلا جاحد ،وعملها طبعا ككل الأعمال يحتاج لبعض التقويم في كل مراحل التنظير والإنجاز للانخراط ما أمكن في الاحترافية وتجاوز النظرة التقليدية للمواسم.