زايد جرو - جديد انفو
ثقافة الاعتراف والاعتذار في المجتمع المغربي والعربي عموما عملة لم يكتب لها يوما ان تسمو بالنفس لبناء مجتمع قائم على قيم نبيلة تزكي العلاقات الانسانية وتسمو بها لدرجات عالية ،فالسائد على العموم في العلاقة الانسانية هي ثقافة التنكر وقلما نجد من يثني على الاخر بما قدمه ذاك الآخر له اعتقادا منه أن الاعتراف انكسار وركوع ...فالناس يخدم بعضهم البعض كما تخدم البوادي المدن وتخدم المدن البوادي ،والخدمات متبادلة ولو لم يكن هناك شعور بتبادل هذه الخدمات، فالإنسان في الغالب كائن متنكر جحود والشر متأصل فيه ويستكبر ضعفا وهزالا وجحودا ان يبوح ولو بلفظة شكرا جزيلا للخدمات او للتفاعل ولا يستطيع أن يخلص في قصده ويعجز أن يترصد اخلاصه وذاك موقف الجبناء المتشككين من أنفسهم ومن الاخرين المحيطين بهم .
وثقافة الاعتذار لا تقل قيمة عن قيمة الاعتراف وهما قيمتان متلازمتان يسموان بالبشرية لذروة التفوق وقد يصْلي المرء نفسه حربا يومية ولا يبالي بما سيجنيه من نصر او اندحار خوفا وترددا من الاعتذار الذي يعتقده انتقاصا واستصغارا له وللمجموع الذي هو منه و تربطه به علاقات.
الاعتراف والاعتذار يفتحان للنفس صيغا في مجال القوة والثقة بالنفس لتحريرها من المسكنة والذل وعلى الفرد ألا يقف موقف الحائر المتردد من الاعتذار للآخر وأن يتوق الى ايجاد ذات متفوقة لنفسه بالتغلب على الأنا الفاسدة الخبيثة المحبطة المتأصلة فيه وان يختط لنفسه منهجا قويما والا يكون حبه للذات كحب الجياع لأية مائدة فيها الارتواء لتكوين مجتمع منظم يسود فيه المتفوقون ،والسؤال كم مرة اعترفت بخدمة الآخر لك ( أب ، أم ، زوجة أخ ،أخت، صديق ابن ابنة رفيق..) وكم مرة اعتذرت منهم في حياتك ،والإجابة بالإخلاص والصدق عن السؤالين العريضين يحدد لا محالة عيار معدنك .