زايد جرو - جديد انفو
الجنوب الشرقي ابتلي بالقهر الطبيعي منذ التكوين الجيولوجي، ونعتوه بالعديد من التسميات، وسميه أنت كما شئت : غير نافع أو نافع، فقير، غني، مهمش، مقصي، منسي، عميق ... أو سمه جنوب شرقي أو أسامر لا يهم ...
رجالاته بجمع الجموع سجلوا تاريخا وطنيا قويا فوق الرّبا، والسهول والوديان وعلى أعالي القمم .. حاربوا وماتوا وضحوا و" تمرمدوا " من اجل مغرب اليوم، وبقيت التسمية مستمرة ولا صقة رغم الحريات و لا يهم أيضا ...
قساوة الطبيعة، وظلم المرض،وخيام الرحل، ومعتصم إميضر، والعقارب، والأفاعي، وكل الزواحف الطويلة، والقصيرة والمربعة... الرياح تدمي المُقل، والوديان تجرف الأحياء ولم تسلم حتى مقابر الأموات من حمولاته ... وقد لا يهم أيضا...
...الحوامل على النعوش والإنقاذ بالجرارات وسيارات الإسعاف بين تنغير والرشيدية وبين تنغير وورزازات لحمل الأحياء والأموات... لا يهم ....
لا صحة صحيحة، ولا توظيف يليق، ولا معامل للعمل، ولا أوراش لنحت الخبز، ولا تعامل إداري لائق، ولا إنصاف في أراضي الجموع.. لا شي في لاشيء.. وقس ما تبقى مِن لا يهم على كل الخدمات.
الحراك السلمي بالجنوب الشرقي الذي تقوده فعاليات بتنغير يهم كثيرا علّ الإهمال و"تركيبة لا يهم" تتغير شيئا ما، قد تتعدد أسباب العميقة للحراك ولعل أبرزها أن الجنوب الشرقي، وأسامر عموما كان مسالما مع الأنا والأنا زمن الاستقلال، ولم يكن ملحاحا في الطلب، ولم يكن عنيفا إلا مع الأنا والآخر زمن الاستعمار حين المطالبة بالحرية ودفاعا عن المقدسات واجبا للوطن والوطنية والهوية... في الحاضر بتنغير ظهرت قوى مثقفة حية تشبعت بالرفض حين المس بالكرامة، وعنفت خنوع الآباء في المطالبة بالخدمات منذ القديم، ورفضت الاستسلام حين المطالبة بالحق حسب ما يكفله الدستور ... حراك سليم للمطالبة بالديموقراطية بين جميع الجهات، وهي الطريق الصحيح حين يستبلدك بعض المسؤولين ويطال الساكنة التسويف والانتظار وتحية لكل الديموقراطيين وكل القوى الحية بالجنوب الشرقي.