
زايد جرو - جديد انفو
تصدر حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة نتائج الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر الحالي بجهة درعة تافيلالت ،بعد حصولهما على خمسة مقاعد لكل واحد منهما من أصل 17 المخصصة لهذه الجهة .وحسب النتائج التي أعلنت عنها وزارة الداخلية يوم السبت فقد جاء في المرتبة الثالثة حزب التجمع الوطني للأحرار بأربعة (4) مقاعد ،وحزبي الاستقلال والحركة الشعبية واليسار الأخضر المغربي بمقعد واحد لكل منها بمشاركة انتخابية بلغت نسبتها على صعيد الجهة ب : 47.54 في المائة ،فيما بلغ عدد الأصوات المعبر عنها ما مجموعه 316 الف و407 صوت.
نبض الشارع قبل الاستحقاق كان يرجح أحزاب أخرى من غير العدالة لتصدر الانتخابات لكثرة الانتقادات التي أمطر بها السياسيون إنجازات حكومة بنكيران التي اشتغلت على خطاب المشاعر والعواطف منذ سنين ،واستطاعت استقطاب فئة عريضة من شريحة اجتماعية هشة وثقت في الخطاب وتعاهدت مع الحزب ألا تكون أوراقها إلا في صناديق المصباح.
المتتبعون بجهة درعة تافيلالت لم تكن نتائج الانتخابات مفاجئة لتطلعاتهم ،لأنهم يدركون أن حزب المصباح له تاريخ بالجهة ،واشتغل في الترويج لبرنامجه على تجربة كوادر تؤطر اللقاءات وتزُور الجمعيات وتحضر بكثافة في المهرجانات بما يسر الله من كرم الضيافة ،فصوت لهم جمهورهم ثقة ووفاء بالوعد وإخلاصا للعهد، وازداد غيظ الآخرين من الأحزاب سواء كانت يسارية أو يمينية أو هي أحزاب والسلام ،لرغبتها في كسر شوكة الحزب التي وخزت سياسته في الحكومة كل المغاربة وغرزت في " مسّاطتهم " سياسة الرضا بما قدر الله باسم إصلاح الأوراش الكبرى التي فتحتها حكومات سابقة وعجزت عن طي ملفاتها ، بدءا من صندوق المقاصة حتى تحرير أسعار المحروقات وانتهاء بصندوق التقاعد.
الحكومة اعتبرت ذاك إصلاحا واعتبره الشعب إجحافا ،وكم بكى بنكيران في كل لقاءاته مع جمهوره في مهرجاناته الخطابية حتى لقبوه ب "البكّاي" لكثرة دموعه فقط ، واختلفت التفسيرات في عَبَراته التي يذرفها بسهولة ، منهم من رأى في ذرفها إحساسه بجسامة المسؤولية ،وأنه لم يتمكن من إتمام ما وعد به سابقا ، وقد باغته الزمن ،وستهب الرياح الصرصار العاتية لتطفئ المصباح مبكرا ،ومنهم من رأى في بكائه وسيلة للتقرب من الفئات الاجتماعية التي أبكاها الفقر والتهميش ، ومنهم من رأى فيها أنه أحس ربما أن مستقبل حزبه سيكون مثل أحزاب أخرى دخلت حلبات الحكومة وخاضت في السياسات العميقة وفشلت، فطوت الجناح وانكسرت وانسحبت مرغمة وانتهت مدة صلاحيتها بعد أن خدمت أجندة معينة ولم تعد صالحة حتى لنفسها وغير ذلك من التأويلات...
حزب العدالة والتنمية عرف كيف يصنع دواء قمينا للمواطنين في اللحظات الأخيرة من الحملة ،دواء ضد "الفقصة "والأعصاب ولحلاقم " واللغط الذي سمعوها من منتخبين آخرين فاكتسحوا الصناديق، ومن الأكيد أن الخرجات بدأت واللقاءات ستعقد من جديد ،لتحمل عناوين سيشتغل على اختيار صياغاتها المشتغلون في اللغة للوقوف على ما معناه : أنه لا يصح إلا الصحيح لأن الصناديق أفرغت ما في جوفها في لوائح وقوائم العدالة والتنمية التي تشتغل طول السنة على برامج معينة لاستمالة فئات اجتماعية كبيرة من النساء والشباب والرجال بتوظيف جيوش الكترونية تعمل بالليل والنهار على تنزيل أجندة الحزب بشكل واسع.
عاد بنكيران من جديد وسيكون " محزم أو مرزم " بلِسْن أهل درعة تافيلالت أكثر مما فات بثقة عالية في النفس وبحنجرة قويةلاستكمال ما بقي من قوانين لردع خصومه من الأحزاب السياسية ،والنقابيين الذين لم يسمعوا كلامه الحكيم ذات يوم في الملفات الاجتماعية بقبول الفتات ،وستطفو مصطلحات وتراكيب جديد على الساحة السياسية بلغة قوية هذه المرة فيها نقع للخصوم وفيها شهد للمتعاطفين ،وسيستمر في سياسته لا محالة في التنقيب والنبش عن ملفات مخباة لم تخطر على بال إنس ولا جان ليهلك بها الشعب المغربي باسم الإصلاح ، وسيوسع أكثر نظم الكلام المرصع القريب من تركيب " عفا الله عما سلف" ولن يستطيع طبعا مس ملفات قوية ساخنة خطيرة ومستفزة كملفات المقالع والصيد في أعالي البحار والحفر في أعماق الجبال ،ومن أين لخدام الدولة ما أكلوا وما سيأكلونه.... وستحمل تحالفاته المقبلة المفاجأة أيضا لكل المغاربة .