زايد جرو - جديد انفو
حاصر البرلمانيون اليوم الثلاثاء 12 يوليوز 2016 الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي في شأن النفايات الإيطالية التي هزت الرأي العام المغربي بالداخل والخارج ، فلما كان المغاربة المهاجرون يحملون بعضا من الأمتعة البالية لذويهم أو لبيعها للعراة من المغاربة الذين يتهافتون عليها في الأسواق الأسبوعية، قام المسؤولون غيرة على الوطن كما يدعون بمنعهم من ترحيل هذه النفايات بحجة ان المغرب ليس مقبرة لهذه النفايات ولا للسيارات المستعملة، فقتلوا الكثير من الأسواق والتجار الذين يسترزقون من هذه التجارة ، فروجوا للبضاعة المغربية الاستهلاكية وشجعوا الاقتراض للمساهمة في تحريك عجلة المغرب الاقتصادي ف" مَرمَدوا " المأجورين وذوي الدخل المحدود بالاقتطاعات والقروض الاستهلاكية المرتبطة بالمناسبات الدينية وغير الدينية.
اليوم وعلى لسان الوزيرة المنتدبة والمحترمة النفايات الإيطالية هي بدائل حرارية ربما قد تحرق جلود المغاربة وتخنق " قواديس" تنفسهم السفلية والعلوية ، وعوض البحث عن بدائل لدخان سياراتنا وأزبالنا وتنقية هوائنا، فالوزيرة تصرح علنا بغير بحة صوت "هادي ماشي أزبال " فربما هي ورود بنفسجية وفل وياسمين ونحن عميان لا نبصر وليس على الأعمى حرج كما ورد في القرآن الكريم ، فالوزيرة ترى بالعين التي لا نرى بها فنحن من عامة الناس وسوقتهم ، وهي الوزيرة التي تسكن بعيدا عن المطارح ولا تعرف وقع التحولات المناخية وتلويث الهواء والماء و" الخنز والجيفة والروائح الكريهة والحشرات بشتى الأحجام التي تلاحق الكثير من الساكنة التي اتخذت بين المزابل مسكنا لها وعكرت دخاخين المعامل حياة أبنائها، لكنها حقا نفايات إيطالية "جاية" من بلاد "برة "،وكم نحن فخورون دائما بكل الأشياء الخارجية فنردد على الدوام "هذه بياسة " من الخارج "واعرة "وحتى "الزبل راه فيه بياسات واعرين أيها القوم.
العديد من المدن المغربية وجمعيات المجتمع المدني حولت الأحياء والشوراع إلى فضاءات لراحة العين ،وفضاءات خضراء لنزهة القلب ونشر المحبة والسلام والعشق بين العشاق والمعشوقين ،فحولوا المزابل حدائق وهي مبادرات جمعوية قوية ،كما رفعت الحكومة شعار "زيرو ميكا" وستقضي على "خنشات "الميكا بالتدريج ،ويا ليت الحكومة رفعت شعار زيرو مشرد ، ولو بشوارع الرشيدية ، أو زيرو بطالة في جهة درعة تافيلالت ،أو زيرو وفيات في الإنجاب بمستشفيات الجنوب الشرقي ،أو زيرو حوادث في النقل المدرسي وقطع الوديان حين تجود السماء مطرا...
الحكومة اشتغلت على المغرب الأخضر وغرست الأشجار بحواف المدن والطرقات واشتغلت الوزيرة ،اللهم طول في عمرها وعمر جيرانها وأقاربها والذين يطبلون ويزمرون لها ،على نفايات أهالينا بالطاليان التي مخرت بها سفينة إسرائلية عباب بحارنا بين الدلافين الكبرى والردارات العظمى، لتصل في أمان لأهالينا في الكاريان بحجة أننا لا نعالج مزابلنا ولا يتم فرزها، ومن الضرورة صنع البدائل الحرارية ، ولكون هذه النفايات يتم صنعها في مصانع معتمدة من طرف الاتحاد الأوربي، وهي مصانع خاصة لا تخيف سكاننا الأعزاء في مغرب الأحرار، الطاليان بنفاياتها وإسرائيل بملاحتها تعاونا معا من أجل ردم مغربنا الحبيب بالبقايا والمتلاشيات، فبأي وجه سيعيش المغاربة في الطاليان وبأي وجه نقول نحن المغاربة في قوانيننا وجمعياتنا الحقوقية نشبه الدول الأوربية ...فنحن كذلك طبعا ونتميز عنهم باعتبارنا نحتضن أكبر وأضخم مزبلة في التاريخ الحديث لأننا مهوسون أشد الهوس بتوظيف إسم التفضيل في التعبير للتميز ،فقد صنعنا أكبر قصعة كسكس في العالم ،وأكبر براد للشاي ،وأكبر أومليط ، والحمد لله وصلنا بعد الدراسة المستفيضة والمشقة والعناء وعسر الولادة إلى احتضان أكبر زبالة في العالم اللهم لا حسد.
البنفسج والورود من ثقافة أطفالنا، بمداخل الكثير من المدارس بالحواضر التي تعلموا فيها أن آذار يأتي من باطن الأرض، ومن رقصة الفتيات ،والبنفسج يميل قليلا ليعبر صوت البنات نحوالعصافير التي مدت مناقرها صوب النشيد ،وقلوب المغاربة تقول: نحن الأرض والأرض نحن ،وسنزرع فيها الندى والبخُورَ لنحارب كل المزابل ، وستُزوج الأرضُ أشجارها كي نسيرُ للأمام بين حدائق الأطفال وبين الظلال لا بين مزابل الطاليان..