زايد جرو - جديد انفو
التجربة الأولى لامتحانات البكالوريا بجهة درعة تافبلالت حسب المتتبعين وحسب شهادات المهنيين أنها تكللت بالنجاح حيث كانت المواضيع في الوقت المحدد و الإجراء مر في جو تربوي سليم وانخرط الجميع في الاستحقاق الوطني بكل جد ومسؤولية .
المترشحون للاستحقاق قاموا بعملية إسقاط الغائب على الشاهد ولم يتعامل الكثير منهم بجدية مع الالتزام الموقع والحملات التحسيسية لزجر الغش فوقع نوع من التصادم بين الواقع الذي يزجر الغش بكل الوسائل ويعاقب عليه وبين المعتقد المتداول الذي يعتبر أن الحملة تعنيفية وتخويفية أكثر منها إجرائية .
وحسب اللقاءات الجانبية مع المترشحين بعد انتهاء الإجراء اليوم الخميس 09 يونيو 2016 مساء تبين من خلال ردود أفعالهم أن أغلب الذين تورطوا في الغش البسيط بتصغير الدروس أو الغش المعقد باستعمال الهواتف وأشياء إلكترونية أخرى والذي ستتورط فيه جهات عديدة قد استخفوا بعملية المراقبة واعتقدوا أن الأمر شبيه بسنوات سابقة في الغش وأن الامتحان سيمر كالامتحانات وتنتهي القضية بالفوز أو التعثر، لكن بمجرد انتهاء الامتحانات وإعادة بناء المشهد وما بعده تيقنوا أيضا أن القضية " حامضة" فلا رئيس المركز يمكنه أن يرجع لهم هواتفهم ولا المديرية الإقليمية ولا الأكاديمية الجهوية فالمسؤول الأول رفع الأمر للمسؤول الثاني الذي رفعه بدوره للمسؤال الثالث ...و بعد إجراءات معقدة لاحقا ربما ستتبعها محاكمات وغرامات، سيعود إذا قدر الله الهاتف المحول لصاحبه .
معاناة الذين تورطوا في الغش انتقلت للأسر والشارع العام ووسائل الإعلام وتساءل الممتحنون جميعهم هل هذه الإجراءات الزجرية خاصة بجهة درعة تافيلالت أم بجميع الجهات، كما تساءلوا هل يستطيع المراقبون التبليغ بحالات الغش في المدن التي يكثر فيها" التشرميل" بشتى أنواعه.
زجر الغش أعاد الكثير من الطمأنينة للمتتبعين وأعطى نفسا كبيرا وشحنة معنوية للمجدين والمكدين طول السنة وبالأكيد أنه لا يصح إلا الصحيح وعملية التصحيح ستنطلق يوم السبت وعلى المصححين كما هو مألوف ومعهود فيهم إتمام عملية الجودة المبحوث عنها بالتدقيق والمراقبة والعد وإعادة العد، وليس ذلك بعزيز عليهم حتى تمر العملية بسلام.
الهواتف المحمولة التي تم حجزها سيتم إرجاعها بداية شهر أكتوبر المقبل بعد انتهاء كل العمليات المتعلقة بالغش تربويا وقانونيا وعلى المترشحين أن يأخذوا العبرة مما سلف في الدورة الاستدراكية المقبلة والتي ستجرى في الشهر المقبل بنفس المواصفات وربما أكثر تعقيدا في ما يتعلق بزجر الغش.
المثير للانتباه أن الكثير من الناس لا يتحدثون في الاستحقاق الوطني إلا عن زجر الغش ومصير الذين تم ضبطهم وكيفية متابعتهم وأرادوا ربما بذلك إباحة المحظور وكأن الغش أصبح متأصلا في السلوك التربوي وهو برئ منه ونسي الجميع الحديث عن المتفوقين والمتميزين الذين كدوا طول السنة فهم أولى بالعناية وأولى بكل حديث واهتمام ،لأنهم صنعوا الحدث في الدورتين وسيصنعون التميز بالكفاءات التي تعلموها في الأنشطة الصفية رفقة مدرسيهم حين الإعلان عن النتائج.