زايد جرو - جديد انفو
قدم البرلماني محمد أشرورو عن حزب الأصالة والمعاصرة استقالته اليوم الثلاثاء 26 ابريل 2016، لرئيس مجلس النواب على الهواء مباشرة، تضامنا مع ضحايا حادثة السير التي وقعت مساء الأربعاء 20 أبريل، قرب ولماس ضواحي الخميسات والتي أودت بعاملات في حقول الإنتاج واللواتي تنحتن خبزهن اليومي من أشواك المنتوج الفلاحي، وتقوست ظهورهن طيلة كل يوم وهن ترتشفن الماء نقطة بنقطة لبل ريق محن العمل، وكتب الله لهن الموت بعد هذه الحادثة، ولم يُكتب لهن العيش طوالا، وخلفن وراءهن إرثا ثقيلا من الفقر والألم لذويهن في بلاد اختارت الديموقراطية عمادا لا محيد عنه.
البرلماني من الجرار حضر رقيبه وعنّفه على الوعد الذي قطعه على نفسه أمام الذين ربحته أوراقهم، وعجز عن ترجمة العهد حقيقة وواقعا، وحنق على التمايز في إغاثة المرضى وظروف العلاج وتأخر الإنقاذ ونوعه ووسائله وأمور أخرى يعلمها هو ومن على شاكلته في القبتين.
برلمانيو جهة درعة تافيلالت وقعت الكوارث بالجملة والتي لا تعد ولا تحصى في الطرقات والمستشفيات والمدارس ولنا الدليل من تلمي وألنيف وتنغير ومن الرشيدية وزاكورة وورزازات وميدلت والريصاني واملشيل وكل مناطق المغرب العميق... فكم من امرأة ماتت بألم المخاض في الأعالي أو في الطرقات أو تم حملها على نعش أوجرها بجرار وسط الثلوج أو من سيلان الأودية، وكم من تلميذ تم حمله من مسيصي مرورا على مستشفى تنغير وتنجداد وكوليمية ليتكدس مع زملائه بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية طلبا للعلاج، وكل مدينة بها مستشفى وأطباء متخصصون ربما لا يحضرون إلا عند مهاتفتهم أومهاتفتهن وغير ذلك من الوقائع التي تستلزم إقالة وزير الصحة بنفسه أو وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، لكن الحوائج تقضى في المغرب بالنسيان أو التناسي ...وكم حاجة قُضيت بنسيانها بدءا من قضية ضحايا عمال شركة النجاة الإماراتية والتي اعتبرها المتتبعون أكبر عملية هجرة جماعية والتي تحولت إلى أكبر عملية نصب واحتيال منذ فبراير 2002 حتى حادثة تلامذة مسيصي سنة 2016 .
البرلمانيون بجهة درعة تافيلالت وعدوا الأمة بتحسين الصحة وتعبيد الطرقات ومد الجسور لفك العزلة، وتحسين الوضع لكن حين الحوادث يمتصون الريق ويكتفون بطرح الأسئلة، لكن لن يجرأ أحد منهم على تقديم الاستقالة لرئيسه.
البرلمانيون بالجهة يعضون على أرائكهم بالنواجد وسيعودون في شهر أكتوبر المقبل لطرح ترشيحاتهم ووجوههم مصفحة ضد أي كلام، ولا يهم غير العودة لدفء البرلمان ومجلس المستشارين، وكم هو لذيذ أن يعودوا متعانقين وبنفس الوجوه و " السنطيحة" لسماع رئيس مجلس النواب وهو يناديهم: تفضل بسؤالك السيد النائب المحترم، ويطلب من زملائه المحترمين تصويره ليوزع الصورة على المواقع الاجتماعية ويكتب معلقا عليها "هذا أنا " وهذه مرافعتي بالبرلمان البارحة في الأسئلة الشفوية أو الأسئلة ذات الطابع الاستعجالي أو الأسئلة الشهرية في موضوع المستشفى الإقليمي او في طريق كذا... ومن مات من الأمة فليرحمه الله ويسكنه فسيح جنانه ولن يصيبه إلا ما كتب الله له وعليه.
لك الله أيها المغرب العميق في محنك وعواصفك وجفافك وحوادثك ورياحك ولا تنتظر خيرا ممن لا ينظر بعين الرحمة والشفقة للذين صوتوا عليه، ودعموه وساندوه في حملته الانتخابية، والتاريخ سيعيد نفسه بالأكيد بنفس الوجوه في الحملات المقبلة إذا لم يعِ كل مسؤول مسؤوليته وإذا لم يعِ كل مواطن واجبه ومسؤوليته في التصويت.