
زايد جرو - جديد انفو
الزكروم من المشغولات اليدوية، وهو القفل الذي يؤمن الأبواب من الفتح، ويعيق قفز اللصوص للسطو على ممتلكات الغير، وقد يُطلق مجازا على كل شخص يصعب التواصل معه أو يفهم الأشياء خطأ أو يقلب المفاهيم، وقد يختار بعض المسؤولين في المؤسسات العمومية المغربية أشخاصا مزكرمين بروابط أعناق هم سواعد للاتكاء عليهم، وهم الناطقون باسمهم حين غيابهم أو في حضورهم فيلفقون وينمقون ويقلبون المفاهيم والرسائل، ويقضون بعض المآرب ويزكرمون الكثير منها بتعقيد كل شي.
المزكرمون في البلدان الديمقراطية ذابوا وانتهت مدة صلاحيتهم بانتهاء حجر الدولة المتسلطة في بعض الأوطان، والتي كانت مستحوذة على أهم دوائر الحياة المدنية، فلما أراد المجتمع المدني استعادة بعض حقوقه الدستورية بالتقليل من شطط تدخلها السياسي العنيف ماتت هذه الطفيليات كما تموت الحشرات بالمبيدات .
المؤسسات العمومية، ما وضعت في الأصل إلا لخدمة الشعب بالمفهوم الحقيقية للخدمة لا المعنى المجازي الذي يمكن أن يقصد من العبارة، ومن حق المواطن أن يلج هذه المؤسسات دون وساطة المزكرمين فأبواب المستشفيات ملآى بهم، وأبواب الجماعات ومكاتب القواد والباشويات غاصة بهم، ومعظمهم يمارسون التخويف والعنف الرمزي في حق المواطنين ليتراجعوا عن طلب حقوقهم المشروعة في الاستشفاء أو قضاء حاجة من الحاجيات الإدارية خوفا وترهيبا ليبقى المسؤول مسؤولا بالقوة ليحمده البعض على بقائه ويحمد البعض الآخر على نعمه، لأنه ركَّع الساكنة وأدمى عيون الذين ينتظرون الفرج.
المسؤولون من الواجب عليهم من حين لآخر نقر أذن الزكروم وتعليمه خطابات المؤسسة الديمقراطية في التواصل، وتلقينه بعض المبادئ الحقوقية الدستورية لتحسيسه بما له حتى لا يُخلق مجتمع مضاد للدولة ولتجنب خطاب العنف الرمزي الذي لا يوّلد إلا عنفا متزايدا والذي لا يكون إلا من المؤسسة المتسلطة التي رحلت من زمان، ويجب إعادة النظر في خطاب المزكرمين الذين انتهت صلاحيتهم في العهد الديمقراطي الجديد خدمة لمصالح المجتمع المدني.