وقع لي صباح اليوم نقاش حاد مع أحد سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بمدينة الدار البيضاء كاد يتحول إلى شجار بسبب تجاوزه لي من جهة اليمين لدرجة أنه كاد يصدم سيارتي ، ثم انطلق بسرعة كبيرة متجاوزا كل السيارات المتوقفة في إشارة الضوء الحمراء و متجاورا الضوء الأحمر نفسه ، عبر عابيء بما قد يتسبب فيه سلوكه المتهور هذا من حوادث تكون أحيانا خطيرة و مكلفة من الناحية المادية و البشرية .
عدت إلى البيت و أنا في حالة من الغضب بسبب ذلك ، و ما هي إلا لحظات حتى سمعت عن حادثة سير خطيرة وقعت بين الدار البيضاء و برشيد أصيب على إثرها تسعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة جراء اصطدام سيارة أجرة كبيرة بشاحنة .
لقد أصبحت هذه السيارات البيضاء تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين في مدينة الدار البيضاء و في غيرها من المدن دون شك ، و ذلك بخرقها لقانون السير ، و في واضحة النهار ، و أحيانا على مرأى و مسمع من رجال الأمن الموكول إليهم السهر على احترام هذا القانون و معاقبة كل مخالفيه .
إنني حقيقة لا أفهم سبب استمرار هذا الوضع المختل و غير المقبول بالمرة ، خاصة و أن عدد القتلى و المصابين بسبب هذه السيارات " المجنونة " كبير جدا ، و سيكون من المفيد أن تمدنا إدارة الأمن الوطني بإحصائيات في الموضوع للوقوف على خطورة هذه الظاهرة .
إن مسؤولية الإدارة العامة للأمن الوطني تحتم عليها وضع حد لاستهتار هؤلاء السائقين
الذين يهددون يوميا حياة المواطنين الأبرياء ، و ذلك بحرصها على تطبيق القانون على جميع السائقين ، بما في ذلك سائقو سيارات الأجرة الكبيرة التي أصبحت تمثل نموذجا سيئا في خرق القانون و تحدي سلطات الساهرين على تطبيقه .
لا يسعني في الأخير إلا أن أقول كفى استهتارا بأرواح المواطنين ، كفى استهتارا بقانون السير ، كفى استهتارا و كفى ...