مولود بوفلجة - تنغير / جديد أنفو
شكلت ساحة الحسن الثاني بمدينة الرشيدية ميدانا للتناطح بين حزبي العدالة والتنمية والاستقلال فكانت فضاء لإثبات ذات و شعبية من لا شعبية لهم فأصبح أشباه السياسيين ممن ابتلي بهم هذا الشعب والذين يرجمون مثل الشياطين في مواقع أخرى يحضون عندنا باستقبالات شعبية هجينة من صنع أيديهم وذلك بتجييش الأميين والباحثين عن ”الفْراجة ”والانتهازيين و تسخير الأطفال و تلاميذ المدارس في انتهاك صارخ لبراءتهم و إحضار الطْبَّالَة و الْغْيَّاطة و كناوة لإقامة ”دْرْدْبَة فْدْيُور لْغْشام”… ولحزب الاستقلال في مدينة الرشيدية تاريخ معروف في استعانته في حملاته الانتخابية بالفقراء والمهمشين والمدمنين و بائعات الهوى و أصحاب الطَّارا… و اسأل كل حبيب يحدثك عن تاريخ ”الحبيب”…
ومهما اختلفت طرائق استقطاب وتجميع ” خْلايْقْ الله” بين الحزبين فالقصد والنتيجة كانت واحدة وهي أن الساحة امتلأت بمن تحدثنا عنهم وبالانتهازيين المأجوريين الذين يلتحفون ببدلهم وجلاببهم يمْسُون مع هذا الحزب ويصبحون مع غيره مثل عاهرة طلت وجهها بالمساحيق والأقنعة لتوزع المتعة العابرة والابتسامة على كل من يدفع أكثر. فكثير ممن انخدعنا في مروءتهم ”طلعوا عْيَّال” على حد تعبير المصريين وبدا جليا أنهم على استعداد لخدمة الشيطان إن عَنَّت لهم مصلحتهم الذاتية عنده.
وفي سياق الصراع حول من استطاع استقطاب أكبر عدد من ” بْنَادْم” تفتقت عبقرية تابعيين لحز ب العدالة والتنمية على تصوير مهرجان شباط و” المُتَشَبطين” به لإثبات أنهم كانوا أقل منهم عددا. و الحال أنه إضافة إلى الذين جيء بهم لتأثيث فضاء الساحة فأهل الرشيدية ”مْغابينْ نْيَّة و الله إعْمَّرْها دارْ ما كايْخَسّْروا خاطْر لْحْدْ” ولديهم استعداد فطري للتجمع و الاحتفاء بالبْراني..
و للذين تحدثوا عن شعبية هذا أو ذاك فقد كان المرحوم محمد باعوت يجمع في الساحة ذاتها أكثر مما اجتمع لشباط و بن كيران دون حملة و لا تجييش بل بسنيترة وتعريجة. و أعتذر للفنان عن المقارنة لأنه كان يغني بصدق في حين أن أغاني الرجلين مبتذلة تثير التقزز و الاشمئزاز و قد قدما في الرشيدية مثاليين حيين لانحطاط الخطاب السياسي المغربي الذي لم يعد يتحدث عن البرامج و الانجازات و المرجعيات بل أصبح شبيها بحديث النسوة في حمام بْلْدي بما يحمله من كلام سوقي مبتذل و أخبار الحلايقية فأصبح لزاما على من يود ان يستمع إلى مثل هذه الخطابات السياسية التي أصبحت دارجة على ألسن هؤلاء أن يكون سنه +18 و ألايصاحب معه إلا الذين يخلع معهم كل أعذار الحشمة لأنه قد يسمع ما لا يرضيه.
و قد صاحب هذين المهرجين استنفار أمني لرجال السلطة فاختلطت الامور بين النشاط الحزبي و النشاط الرسمي الذي تؤطره الدولة التي أضحت بجلال قدرها محتضنة و فاعلة و مساهمة هي التي لا تترد في قمع التظاهرات الاحتجاجية الرافضة لسياساتها.
ما يقع الآن بالمدينة ما كان ليقع لولم تخلو الساحة لأمثال هؤلاء و لو لم تتخلف نخبة المثقفين و القوي الديمقراطية عن وظيفتها و لو كانت ملتحمة بالفئات الشعبية البسيطة فعلا و تأطيرا و ما كان بن كيران ليتجرأ على الاستهزاء بالشاب الذي طلب منه أن يرحل بقوله ازغرتو اعليه… اسيدي نزغرتو عليك انت رئيس الحكومة و على رقصاتك و” شْطْحتَك في وْجْه لْخُّوت ْو الَّلي بْغا يْمُوت إمُوت”
ملحوظة: لم أجد أسلوبا يفي بالغرض في الحديث عن المهزلة إلا هذا الذي كتبت به.