عندي منَ الأمنياتِ

بعضٌ و ألفْ

أولها أنتَ

و آخرها أنتَ

و ما بينهما .. ألمٌ

قد أختَزِلَهُ في وطنْ

عن جنوني أحكي

.عن واقعي المتعَثِّرِ في ذيلِ ثوْبي

تكادُ السنواتُ تتشابهُ

و شخوصُها

كالهاربينَ من رواياتٍ مملَّةٍ

تكادُ أدوارُهمْ تتماثَلُ

شردْتُ بعيداً في حُلُمي

تَجاوزتُ عنادي

كسرتُ قواعدي

عَلَى خُطاكَ رسمتُ دربي.

سَلَّمتُ نفسي لِصَبْوةٍ

و أشعلتُ فتيلاً لِمُهجةِ

ما أراهُ دونكَ يتوهجُ

عندي منَ الأمنياتِ ما يُضنيني؛

أَنْ أذوبَ في حريقِ نفَسْ

أنْ أغتسِلَ بدمعٍ سالْ

أنْ أُنْشِئَ للصمتِ لِسانْ

أنْ أولَدَ مِنْ ضِلْعٍ مالْ

أنْ أُحدِثَ وَطنَ الأحرارْ

أنْ أُتقنَ لغةَ الأجدادْ ..

أمنياتي ألفٌ، أَضعتُها في سَفَرْ

بينَ بحثٍ عن وطن

من دون حدودٍ، من دون عسكرْ،

و بين وَجدٍ فانٍ

أدماني في هَجيعِ السَّحَرْ.

رحلتُ ما وراء الكلمات

قطفتُ حروفاً و شكَّلتُ لغةً

مُغايِرَةً

لها نزَقُ الشعراءِ في لحظةِ إلهامْ،

كتبتُ ذاك الوطن

رسمتُهُ خارطةً في راحَتِكَ

وضعتُ مُخططاً

فََكَكْتُ شِفراتٍ

حَرَّرتُ وُعوداً مَعلٌّقةً في البالْ

عَبَثٌ وُجودي بَلاكَ يا وطني

بِلا شمسكَ، بِلا سماكْ..

بعضٌ من آمالي تلاشى

جدارُ زمني تهاوى

يومي في سحابةِ دخانٍ مضى

و غَدِي في قَبضةِ غَيبٍ

يَسقيني كؤوساً مِلْؤُها أسى

أُمنياتي بعضٌ و ألفْ

منها .. شَهوةٌ لِلُقياكَ نَهِمَة

و منها .. رغبةٌ في العروقِ آثِمَة ..

أنهكني الرجا و ما نِلتُ مُنايْ

و زمني يَجْثُمُ باسماً

يَرْمُقُني ساخِراً

و حسرتي ألمٌ تَفشَّى

و حالي سَقيمٌ

بِِلَظى البُعدِ اكتوى

ما لهُ مُشتكى و لا مَبكى

غيرُ قَهرٍ يَبْلَعُهُ مَريراً

و بعضُ دمعٍ

على الخَدَّينِ، مجراهُ سحيقُ