مولود بوفلجة - تنغير / جديد أنفو
ودعت ساكنة إقليم تنغير عاملها السابق لحسن اغجدام الذي استطاع أن يجعل من نفسه رمزا للإصلاح في المنطقة و ارتبطت فترة ولايته بمشاريع مرتبطة بتأهيل المدينة رغم أن طموح الساكنة اكبر مما تحقق.. و من باب اذكروا من رحل بخير أو على الأقل بما فيه فان الرجل كان إنسان تواصل بامتياز يستقبل الكل و يترجل للاطلاع على حال المدينة يرحل لأقاصيها لفظ نزاعات و كان يحضر بشخصه كلما دعي لذلك مهما كانت بساطة المناسبة أو الجهة المنظمة يستقبل الفاعلين النقابيين والجمعويين و عامة الناس بنية واضحة في الإنصات و الفعل و كانت له مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لقاءات كثيرة رغم المنع و التضييق الذي يطالها على المستوى الوطني و كذلك كان الحال حين كان عاملا بزاكورة بشهادة أهلها هناك لذلك كانت المفجاة كبيرة حين أحيل على التقاعد و تأكد بالملموس إن للمخزن و للدولة تقويماتها الخاصة لحصيلة عمل العمال و الولاة التي يختلف عن تقويم العامة فربما يكون أصل المشكل بالنسبة للهيئات العليا هو هذا القرب من الناس الذي قد يشكل ضربا لهيبة السلطة التي أريد و يراد لها إن تبقى مخزنيه صرفة.
للرجل نواقصه منها ما عرفناه و من ما لم نعرفه لأن الكمال غاية لا تدرك و لأنه يشتغل داخل منظومة مسيجة له و ملزمة بأوامرها و نواهيها و قواميسها لكنه استطاع نيل حب جل ساكنة المدينة و هي غاية لا تدرك غالبا.
نقول للرجل وداعا ما شهدنا إلا بما بدا لنا فيك و ما كنا لنفعل لو لم تحل على التقاعد لأننا لسنا أصحاب طلب أو حاجة لقد كان مرورك طيبا و التقاعد في حد ذاته إعفاء من مسؤوليات المظلومين و المقهورين أما المتملقين فلهم مع كل آت صداقة جديدة يتقلبون حيث قلبت الرياح وجهتها .