مولود بوفلجة - تنغير / جديد انفو
سياق المقال هو الرد على مقال للأستاذ أحمد صدقي تحت عنوان ''بؤس خطاب المعارضة من ما كاين والو إلى ما تغير والو''
بداية أقر بأنني لن أختلف قيد أنملة مع كاتب المقال بأن خطاب المعارضة بئيس و بأن فعلها أشد بؤسا كما أؤكد على أن خطاب الحكومة تضليلي تمويهي و حصيلتها أكثر من بئيسة من كل جوانب النظر و زوايا الرؤيا إلى عملها و انجازاتها .. فقد خيبت أفق انتظار المغاربة في التغيير المنتظر و دست رأسها في الرملة تارة بالاحتماء بخطاب الاستعلاء و الاستقواء على الشعب و تارة بالتهريج و الابتذال و تارة أخرى بالاحتماء بمقولة المؤامرة و التحامل و محاولة إجهاض التجربة الإسلامية الفريدة.
و الحقيقة الجلية للعيان هي أن الحكومة الحالية فدمت درسا بليغا في الانتهازية السياسية والتنازلات غير المسبوقة و تقديم شروط الطاعة و الولاء و التعبير عن حسن النوايا بسبب أو بغير سبب. و لكم في صيرورة التحالفات الهجينة مع أعداء الأمس خير دليل على ما نقول .
و بالعودة إلى مقال النائب البرلماني المحترم فإنه يحمل كثيرا من المغالطات و ينحو إلى تغطية شمس الفشل الذريع بغربال الأرقام و المعطيات الواهية لحكومة أصبحت تستنجد بالمنظمات من الداخل و الخارج لمنحها شهادة الجودة كحال ذاك الذي يسأل صديقه :'' واش كتضرني عيني'' و الواقع المعيش هو الفيصل. و نوجه انتباه الأستاذ و من والاه من مريدي العدالة و التنمية إلى أن :.
1- الزيادة في قيمة المنحة تخفي خللا كبيرا في تدبير هذا الملف لأن المطلب و المكتسب الذي تم الإجهاز عليه هو تعميم المنحة لا منحها هدية لأبناء الأغنياء من المقاولين و التجار و حرمان أبناء بسطاء الموظفين .و للإشارة فالمنحة معممة في مناطق من مغربنا دون أخرى دون مبرر واضح للأمر..
2 - التخفيض في الأدوية يستدعي استحضار معطى أساسي و هو كم عدد المغاربة الذين يلجون التطبيب و كم ينفق المغربي على الدواء. الأرقام صادمة فجل المغاربة يلتجئون للشبة و الحرمل و الأعشاب الطبية و لمعرفة حقيقة تخفيض أثمنة الأدوية المرجو عقد مقارنة بسيطة بين أثمانها في المغرب و ثمنها في الجارة الجزائر.
3- رفع المعاشات إلى ألف درهم هو سبة في وجه الحكومة و كل الحكومات المتعاقبة . فما قيمة هذا المبلغ في ظل الارتفاع الصاروخي للمعيشة في بلدنا السعيد و لماذا لم يتحدث الأستاذ صدقي عن إصلاح منظومة التقاعد و سيناريوهاتها و كلها على حساب الشغيلة دون محاسبة المسئولين الحقيقيين عن إفلاس الصناديق إن هي أفلست فعلا.
4- بطاقة رميد ينطبق عليها المثل القائل ''اسكر المدود او رتا ايلي اغيول.. المدود قبل الحمار''فماذا ''سيرمد'' المريض بالبطاقة في غياب المستشفيات و المعدات الطبية و الأطر و الأطباء أنفسهم و للنائب المحترم إجابة شافية في حال مستشفى تنغير . بل ماذا سيفعل المرابطون بالقرى المحاصرة بالثلج ببطاقة رميد أظن أنهم سيجعلون منها تمائم و ''حجابات '' تقيهم من البرد و المرض .
5. لفت المقال انتباهنا إلى ضرورة الاعتراف بالمشاريع المقبلة و التي تخص دعم الأرامل و التعويض عن فقدان الشغل و الرفع من الحد الأدنى للأجور نقول للنائب حتى يزيد و نسموه سعيد . لأننا نخاف أن لا يتحقق شيء مما تريدون لعلمنا أنكم لا تمتلكون القرار.
6- أخيرا نلاحظ أن المقال لم يمتلك الجرأة للاقتراب من الملفات الكبرى كما لم تجرؤ الحكومة التي أعطت لنفسها الحق في العفو عمن تريد .. ماذا فعلت الحكومة الجديدة في ملفات التشغيل و التعليم و الإصلاح الضريبي و محاربة الفساد و الحد من اقتصاد الريع و الكريمات التي لازالت توزع.. وما هي إضافتها على مستوى السياسة الخارجية إن كان لها فيها أي إسهام يذكر...
سيدي أحمد إن للكرسي لحلاوة و إن للمنصب للذة قد تغير المبادئ و القناعات عفاكم الله من تلك الحلاوة و من تلك اللذة .