مدينتي ليست عاهرة
فقط، هي ضائعة.
فيها للحقوقِ كسادٌ
و مِن كلِّ نوعٍ فيها فسادْ،
لها في البِقاعِ صَيتٌ،
باسمها يتباهونَ في المجامعْ
و يَفخَرونَ بتُراثِها الجامعْ،
فيها للشعبِ غُرفةٌ
مَجازاً تسمى : "برلمانْ"
هوَ في الأصلِ قُبةٌ
يَجتمعُ تحتها النُّيامْ
و إذا ما صَحُوا
خاضُوا في عِرضِ الأحكامْ
و كيف يُلْجِمونَ الأفواهْ !
أَخبَروني عنِ اجْتِياحْ
في أحدِ الشوارعِ البَراحْ
قلتُ : هلْ غُزينا من الخارجْ؟
قالوا : بل مُتظاهرون في احتجاجْ !
قلتُ : فَلِمَ الإِنزالُ
لِكُلِّ بِدلةٍ و لِأصْحابِ اللِّثامْ؟
قالوا : مِن هَوْلِ الُهُتافْ
و لافِتاتٍ تُباحْ
أمامَ قُبَّةٍ تُدعى "بَرلمانْ"،
فتَمَّ تَطويقُ المكانْ
و تمَّتْ إدانةُ الكلامْ
و تَقييدُ مِعْصَمِ اللِّسانْ !
كَُؤوسٌ تَدورُ
و سجائرٌ تُحرقُ
و دخانٌ لوّثَ الأفكارْ.
أصحابُ المهابةِ في جَمعِهِمْ يَعْمَهونْ
مُتَحَيِّرُونَ
بين ضَريبةٍ على الكلامْ
أو توزيعٍ مُدامٍ على العَوامْ
فربما .. تُخدَّرُ العقولُ
و يغيبُ كُلُّ وَعْيٍ عنْ ما يَدورْ !
"أعترضُ يا سادة"
صاحَ ذو حقيبة
" فلنكن أكثرَ احترافية
و لنعتقلِ الحرية
و نُشَيِّعْها جنازةً
لِتَمْويهِ القضية
و نُنهي المسرحية" !.