مولود بوفلجة / جديد أنفو
السقطة الأولى : صاحب انعقاد المنتدى تهليل إعلامي مغالط مفاده أن المغرب هو أول بلد إفريقي عربي ينظم المنتدى ، و الجميع يعلم أنها مجرد المحطة الثانية للمنتدى،بعد الدورة الأولى بالبرازيل لذلك فمن الطبيعي أن ننال شرف السبق قبل أوروبا و أسيا و أمريكا الشمالية بجلال مكانتها و الحال هو أنهم كمن يوهم نفسه بأنه حقق نصرا لأنه أحرز الرتبة الثانية في سباق من مشاركين فقط.
السقطة الثانية: انعقد المؤتمر في ظل احتجاجات و مقاطعات من مجموعة من المنظمات و الجمعيات التي لا تساير التوجه العام للمنظمين منها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي لم يتم استدعاء رئيستها السابقة خديجة الرياضي رغم حصولها على جائزة أممية حاول الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار تبخيسها من خلال تصريحه أنها حصلت عليها بناء على طلبها الشخصي مما يقدم إشارة واضحة إلى الإحراج الذي سببه غياب هذه الفاعلة الحقوقية و إلى أن المنتدى يهدف إلى تلميع الصورة دون مغامرة بحضور المخالفين الرافضين لأن يكونوا مجرد ‘’كمبراس’’ مِؤثث للصورة في سمفونية كولوا العام زين و أسطورة أجمل بلد في العالم.
السقطة الثالثة: تم تنقيل عدد من المعطلين المكفوفين المحتجين من مراكش إلى الرباط مرغمين في خرق سافر لحقهم المشروع في الاحتجاج السلمي و ذلك لتصفية الأجواء و الظهور بالصورة المثلى أمام الضيوف و الواقعة تذكرنا بمؤتمر الكاط حيث أخليت مراكش من مشرديها و متسوليها لكي لا تظهر حقيقتنا للعالم و تنكشف عورتنا التي يحاولون سترها بأوراق التين.
السقطة الرابعة: تم تنظيم المؤتمر و المغرب يعيش فيضانات كشفت المستور وعرت المسؤولين عن توالي سنوات الإفساد و هشاشة البنية التحتية و هي حالة لم تسلم منها مدينة مراكش التي غرقت في الأوحال وانقطعت الطريق التي تربطها بورزازات.و في الوقت الذي كان بعض الوزراء يتناولون ما لذ من الطعام على اهتزاز أرداف الشيخات ،كان الناس يموتون غرقا في كلميم و في مدن المغرب الشرقي.
السقطة الخامسة: كلفة المنتدى كانت هي 12 مليار سنتيم لتلبية حاجيات التنقل و الإقامة في أفخر الفنادق في بلد تعاني غالبيته من ضيق ذات اليد ومن البطالة و تشتكي حكومته من الأزمة و تدعو إلى حسن التدبير بالتقتير و التضييق على الفقراء كحال أعراس التباهي المغربية التي يحتفى فيها بالضيوف ويكتفي أهل العرس بالفتات وقد يبيتون على لحم بطونهم وعزاؤهم أن الضيوف انصرفوا فارحين مهللين بكرمهم .
السقطة السادسة: اختلفت وسائل الإعلام الرسمية حول عدد المدعوين للمنتدى فتضاربت الأرقام بين 5000و 7000 و هو تضارب يعكس الارتجالية و التخبط لأن الدعوات لم تكن مضبوطة و الحاضرون لم يكونوا بالضرورة ممن لهم علاقة بالشأن الحقوقي خصوصا في ما يتعلق بالقادمين من الصحراء المغربية .علاوة على من أحضر زوجته أو حماته أو صهره.
السقطة السابعة: اشتكى الحضور في عدد من الندوات من بعد المواضيع المتناولة عن المقاربة الحقوقية و من سطحية التناول و من ضعف التسيير و التأطير في الورشات و الندوات لأن الأمور أسندت إلى غير أهلها و لأن التكليف لم يكن من منطلق الكفاءة و الاستحقاق وإنما حكمه منطق صاحبي او صاحب صاحبي كما جرت العادة في ندوات مغربنا و سهراته و ضيوف برامج تلفازه… و قد بلغ الأمر في إحدى الخيمات حد دعوة الأمازيغ إلى حمل السلاح لإخراج العرب المستعمرين من أرضهم..
السقطة الثامنة: غابت عملية الترجمة في بعض الورشات و الندوات خصوصا من اللغة العربية إلى اللغة الاسبانية مما اضطر مجموعة من المشاركين الأجانب إلى الانسحاب لأنهم وجدوا أنفسهم كما يقول المصريون مثل الأطرش في الزفة
السقطة التاسعة: المنتدى شهد في يومه الأول نزولا للمعوزين و الفقراء لتناول وجبة الغذاء لملء البطون الفارغة فتعذر على مجموعة من الضيوف تناول حظهم من الطعام و في اليوم الثاني و الثالث أغلقت أبواب المطعم /الخيمة في وجه من لا يملك ”البادج” ووزعت وجبات خفيفة من الجبن و الكاشير على المعوزين الذي حجوا بالمئات من أجل كسرة خبز في مشهد كاريكاتوري مهين لإسانيتهم في يوم عيد الاحتفاء بالحقوق الانسانية.. و لسان الحال يقول ”كاع ما شبعتوا ولادكم تديروا الصدقة”
السقطة العاشرة: لم يتم في حدود علمي إلى الآن توثيق أنشطة الندوات و إصدار أشغالها كما لم يتم تتبع و تقييم مختلف الأنشطة لأن أغلبها لم يتم تصويره و في ذلك دليل على أن الأهم بالنسبة للمنظمين هو التنظيم في حد ذاته و الجلسة الافتتاحية وليست الالتزام بالمقررات فبالنسبة لنا دائما المهم هو المشاركة لا الفعل و الانجاز
و الأكيد هو أن ما خفي أعظم….