فقدت عشيرة أيت يسومور الكائن قصرها (دوارها) غرب معتقل تزمامارت (سابقا)، وشرق مركز الريش، أحد حاملي ذاكرتها وذاكرة واحات الكرس وأسامر وتيعلالين، بما هي تستغرق بوادي محيط تازمامات، الشيخ زايد نايت يسومور.
وإنه، للإفصاح، عون السلطة لأنه شيخ مشيخة الكرس/ أسامر التي تضم القصور (الدواوير)، تزمامارت، وقصيرة الشريف، وأيت ينو، وأيت حيكو، وأيت خوجمان، وأيت يسمور، وتالحيانت، وصدوقا، وأيت الفقيه، واللحاين، وأمالو، وأيت عودا، وخرزوزة، وأيت تيقرت. وفوق ذلك، كان شيخا منذ عهد الحماية الفرنسية، في وقت يصعب تحديده، لأن فرنسا سلطةَ الحماية اخترته لأنه شجاع، واخترته لأنه حفيد الشيخ إبراهيم يسمور اليزدگي الذي أعدم سنة 1854. وكلنا يعلم أن أسرة أيت يسومور أسرة قائدية بالشجاعة، وبالنقاء العرقي - وسنعود إلى هذا الموضوع في مناسبة أخرى- وذلك هو بيت القصيد.
كنت أحترم الشيخ زايد نايت يسمور كأحد الخبراء بالمنطقة وأحد النبهاء، لكن، للأسف، لم يسمح لي الظرف لأنهل من ذاكرته، كما فعلت مع المرحوم الشيخ هروش والمان من قصر (دوار) أيت أوسال بتولال واد گير، وكما فعلت مع المرحوم الشيخ عسو واحماد الطويل بالنزالة. ولولا هذان الشيخان ما تمكنت من كتابة أي شيء عن قبيلة أيت يزدك. ويمكن القول، بدون مبالغة، إن قبيلة أيت يزدك بحوض زيز الأعلى فقدت جزءا من ذاكرتها، لذا وجب تقديم التعازي الحارة إلى أيت يسمور بكل من الريش وضواحي ميدلت، وإلى أيت حاحو بأيت تيقرت وامزيزل، وإلى أيت إبراهيم بتشاويت ميدلت، وأيت بني يحيى، وإلى أيت مومو بتولال گير وأيت عتو بقصر دوار أيت عتو بتعلالين، وأيت مزوغ قرب برتات، شمال شرق ميدلت.
وازداد احترامي للفقيد زايد نايت يسمور لما القيت المناضل حسن مرزوق بالريش في أواخر التسعينات من الماضي لما عاد من منفاه بالجزائر، وجاء ليزور أخته بمركز الريش، فكلفني أن أبلغ سلامه إلى زايد نايت يسمور. ولما القيته[يومها وليس يومه كما يقول الأمازيغ تقديرا للحياة وإبعادا لشبح الموت]، وبلغت له السلام، صرح بأن هو من ساهم في ترحيل أولاد المناضل حسن مرزوق إلى الجزائر سنة 1965 على وجه التقدير، وطلب مني أن أكتم ذلك السر، لكي لا يتعرض للاضطهاد خصوصا وأنه عون السلطة، ولقد أخبرت ابنه اليوم بذلك وأفشيت السر.
وللمناضل حسن مرزوق المقيم بالدار البيضاء حاليا أن يفصل في ذلك، خصوصا وقد كلفت من يخبره بالدار البيضاء بوفاة زايد نايت يسمور، فجر يومه السبت 27 من شتنبر من عام 2014، بعدما طال بحثي في الأرشيف، لأني دونت كل ذلك، ونشرت مقالا عن لقائي بالمناضل حسن مرزوق الذي زار وقتها مركز الريش. هنا تبرز شجاعة الفقيد زايد نايت يسمور. لنتصور هذا الفعل النضالي سنة 1965، ولنتصور البوح بمعرفة المناضل حسن مرزوق وقتها، ماذا سيحدث؟.