(1)
أيامٌ تمضي
و أخرى تَهِلُّ
و الشمسُ بعدَ كُلِّ أُفُولٍ
تُشْرِقُ،
فَحالٌ مع النسيانِ يَرتَحِلُ
و حالٌ جديدُ النسْجِ يَحُلُّ
إلا دمعي أنا؛
ما أراهُ عَنْ سَيَلانِهِ يَجِفُّ!
باتَ مجْراهُ على الخَدَّيْنِ عَميقُ
أَثَرٌ يُذَكِّرُني بِجُرْحٍ
مع السنونِ لا يندملُ ...
(2)
دمعي أنا
لحنٌ شَجيٌّ
لهُ القلوبُ تنفطرُ
فتَهتزُّ في مضجعِها
مُتَنَهِّدَةً حُرقةَ وَجْدٍ
إنْ سَعَتْ إليهِ
بِلَهيبٍ نارِهِ اكتَوتْ.
و إنْ غفتْ عَنْهُ
رماداً في مَوقِدِهِ غَدتْ ...
(3)
دمعي أنا
بغُربةِ النفسِ مُتَشَبِّعُ.
بِجُرحِ الأيامِ يَتَقطَّرُ.
ليس كباقي الأَدْمُعِ دمعي
فَأنتَ غُدَّتُهُ
و أنتَ نَبْعُهُ
فمن –بِصِدقٍ- معناهُ يتفهمُ؟؟
(4)
دمعي أنا
بِحياتِكَ أنتَ يُهَلّلُ
و على وُجُودي
عَزاءاً مُسْبَقأَ يَقرأُ
فلا أعرفُ
هل منهُ أفِرُّ؟
أم إليهِ .. أنجَذِبُ؟ ...
ثُمَّ أهمسُ إلى سُكونِ لَيلٍ عابِرٍ :
"دمعي أنا : أنتَ!
فَخَبّرني يا ليلُ:
كيفَ مِن أَدمُعِها
تَفِرُّ الأنْفُسُ ؟؟؟ " ...