ظروف تكوين الباحثين والمراقبين استعدادا للإحصاء العام للسكان والسكنى : ثانوية يوسف بن تاشفين بمراكش نموذجا.
أشرف التكوين الخاص بالباحثين والمراقبين - استعدادا للإحصاء العام للسكان والسكنى 2014 والمقرر في الفترة الممتدة ما بين 1 و 20 شتنبر 2014 – على نهايته وهو استحقاق وطني هام تجند له الدولة عشرات الآلاف من الموارد البشرية كما تخصص له ميزانيات ضخمة، لكن ظروف التكوين غير مناسبة تماما لحجم هذا الاستحقاق، فهل يعقل مثلا أن يتسلم الباحثون استمارة يتيمة لا ثانية لها بالنسبة لإحصاء الأسر ونسخ فقط من استمارات المحسوبين على حدة والعابرين بالفنادق وما شابهها علما أن فترة التكوين تمتد عشرة أيام للباحثين فهل سيتم الاشتغال على تلك الوثيقة الوحيدة، دون استحضار النماذج التي سيتم الاشتغال عليها، فهل سيتدرب الباحث على الاستمارات خلال فترة الإحصاء؟ وأيهما افضل : أن يتم التشطيب والتدرب خلال التكوين أم خلال عملية الإحصاء؟ فما دلالة هذا التقشف إذن؟ ناهيك عن غياب تام لأدنى عدة رقمية باستثناء بعد المجهودات الشخصية للمعنيين، إضافة إلى نقص كبير في المكونين فمثلا بمركز يوسف بن تاشفين بمراكش مكون وحيد بالقاعة مما سيثقل كاهل المكونين علما أنهم تلقوا تكوينا من طرف أربعة متخصصين في القاعة فترة تكوينهم بداية غشت الحالي، ويعتمد التكوين على قراءة دليل الباحث مع اجتهادات فردية ومتباينة للمكونين وتعاون ملموس من المشرفين والمشرفات، لكن أجواء التكوين تأثرت بشكل كبير بالشح غير المفهوم في العدة المخصصة له، وهو ما سيؤثر بدوره و بلا شك على العملية في المرحلة الحاسمة، والغريب في العملية برمتها هو أنك حين تستفسر اي مسؤول عن سبب هذا النقص يجيبك بأن الأمر "هادشي جا من الفوق" ونحن نسأل "شكون هذا الفوق" هل حتى عدد الاستمارات لا يناقش؟؟؟ يجب التمييز على الأقل بين المسائل الحساسة وغير الحساسة، و يجب صراحة فتح تحقيق فيمن تلاعب بهذه الميزانية مهما كانت مسؤوليته فلا يعقل بتاتا أن تكون العدة بهذا التقشف، وبالتالي فعدة 2004 كانت أفضل بكثير وظروف التكوين كانت أحسن في كثير من الأمور.