غردايةُ الشموخُ.
دمعُ العينِ في صمتٍ يبكيكِ
و حُرقةُ القلبِ في الجوفِ تُعزِّيكِ.
عنكِ أحكي لورقي
وحْدهُ يحسُّ لوعتي،
حسرتي و تمزقي.
هتفنا بِوحدة الشمالِ
و بتمازغا إفريقيَّة،
و استرزقنا باسم الحرٍّيَّة
و لما اغتُصِبتِ
حَرَّمنا على أنفسِنا الكلام.
و لما صرختِ،
صممنا آذاننا عن السماعْ.
غردايةُ النزيفُ.
عسكرٌ خانكِ،
نذلٌ باعكِ.
على خُطى الهَمجيةِ ساروا.
حِقدٌ متوغِّلٌ عنهُ أبانوا.
غَيَّروا معالِمَكِ،
قتَّلوا شبابِكِ.
نهشوا قبورَكِ.
ما عاد للحرُماتِ مكان.
غردايةُ الصمودُ.
دمُكِ سَقَى ثَراكِ،
جُرحُكِ أَحْيى نَبضكِ
تَصمُدينَ باسم الدينِ
و باسمِ التاريخِ تقاومينْ.
لا إعلامٌ عنكِ يُخبرُ
و لا اسمُكِ خَطأً يُذكَرُ.
هل صيَّروكِ من مُحرماتِ ربي؟؟
يا وَيلي من قلوبٍ جوراً تتحجرُ،
و من عالَمٍ لمصلحته فقط، يثورُ.
غردايةُ النخوةُ.
نزيفٌ بداخلنا أنتِ.
غُصَّةٌ في حَلْقنا صرتِ.
عَيَّرنا أنفُسَنا بكِ.
ما كُنا أحراراً و جُرحٌ فينا أنتِ.
نضالُنا وهمٌ.
وحدتُنا وهمٌ.
شعاراتٌ في لحظةِ حقيقةٍ، سَقطت
و بإزهاقِ روحٍ بريئةٍ، بياناتٌ هوتْ.
غردايةُ الأحرارِ.
غردايةُ الرجالِ.
قطعةٌ من الأرضِ ميراثُنا
و من التاريخِ سنيناً آلافْ
ما بين الأرضِ و العِرضِ شعرةٌ
و من دونهما .. وِديانُ دماءْ.
غَردايَةُ الحُرقةُ.
بِعْناكِ بالصمتِ.
كَمَّمنا الأفواه.
كَسَرنا الأقلام.
أُفٍّ علينا، على تبَجُّحِنا
أُفٍّ لِمصالحَ لها سجدنا
غَردايَةُ الحُرَّةُ.
لكِ أهلُكِ، حُماتُكِ.
لكِ خالقٌ.. يرعاكْ.