بدون مقدمات.. يجب أن تعرفي أيتها البرلمانية، أن كرامتي و إنسانيتي فوق كل اعتبار و غير قابلتين للمساومة لا بعلبة ياغورت ولا بمال الدنيا كلها، فأنا كما تعرفين أمازيغية أبا عن جد و لا أعتقد أنك تجهلين معنى هذا المصطلح الضاربة جذوره في التاريخ.

ألم تطلعي على ما جاء في المواثيق الدولية و في اتفاقيات حقوق الطفل من الحقوق الإنسانية جمعاء و حقوق الناشئة ؟؟ أليست في قلبك شفقة كي تحسي بآلامي و معاناتي و بؤسي؟؟ لماذا عمقت جراحي و مأساتي ؟ أليس لديك أطفال؟ من أعطى لك الحق في المتاجرة بصوري و صور أمي؟؟.

يجب أن تعرفي أنني ولدت و ترعرعت هنا، في هذه المنطقة بين هذه الجبال الشامخة شموخ كرامتي و عزتي، و مرّ من هذا المكان السياحي آلاف البشر و السياح من مختلف الجنسيات و بقاع المعمور، و لم يسبق لأحد منهم أن فعل بي ما فعلت بي و بكرامتي أيتها البرلمانية. هل تعرفين لماذا؟ لأنهم إنسانيون و يحسون بآلام غيرهم من البؤساء و يحترمون انسانيتهم و إنسانية الإنسان بغض النظر عن مظهره أو وظيفته أو مستواه الاجتماعي…

هل انخدعت بأسمالي البالية و بفردتيْ حذائي المختلفتين و اعتقدت بسذاجتك، أو بتجبرك و سوء نيتك، أنني و أمي تمثالان يلتقط من هبّ ودبّ الصور بجانبهما ليزين بها صفحاته الافتراضية؟
كتبتِ للملأ في صفحتكِ الفيسبوكية، في تعليق، أنني « متسولة » !!.

إنها إهانة لن أغفرها لك. لكن تمهلي قليلا لنرى من منا المتسولة و بآلام و حاجة الآخرين و على حساب كرامتهم. أنا التي جلست في عقر قصري « كهفي » هادئة، أستمتع بظلال جبال تودغى الأبية، أم أنت التي جئت من بعيد و اختلست صورتي مع أعز إنسان لدي – أمي- و ذهبت لتتسولي بها أصوات الناخبين استعدادا للاستحقاقات المقبلة؟؟
ألم تطالعي التاريخ؟ ألم تقرئي عن أجدادي الأبطال؟ ألم تقرئي عن زايد أحماد و عسو أباسلام و آخرين…؟ ألم تخجلي من نفسك؟ ألم.. ألم..

لقد كان جدي عسو اوباسلام محقا و لبيبا لمّا أخافته آلة التصوير و لم تُخِفْه بندقية العدو برصاصها القاتل. فعلا ياجدي ظنك و استشعارك لخطورتها في محله، فالأولى أكثر خطورة و فتكا. البندقية تقتلك مرة واحدة و كفى، بينما وميض واحد لآلة التصوير قد يقتلك كل دقيقة و كل ثانية و كل يوم..، بل قد يترك في نفسية الضحية ندوبا لن تندمل أبدا ما بقي حيا.
في الأخير أقول لك أن الله يمهل و لا يهمل. ولو كان بوسعي الآن أن أتجشأ و أتقيأ جرعة ياغورتك، لفعلت ذلك و أرسلتها لك على الفور عبر البريد.