هناك الرجولة و هناك الذكورة، و الفرق بينهما كالفرق بين الأرض والسماء.
لمن لا يعرف، وأكيد ن هناك من لا يعرف، سنقدم شرحا مبسطا لمن لا يفقه في اللغة العربية، إما حقدا عليها أو لأنها مستعصية عليه.

إعلموا، يرحمكم الله، أن الرجولة هي موقف، هي طريقة تصرف، هي سلوك متشبع بالأخلاق و المبادئ، اتجاه أي مخلوق، و ليست حكرا فقط على من خلق ذكرا، إذ أن المرأة أيضا قد تتسم بالرجولة.. و ليس كل ذكر رجل.
أما الذكر، فهو جنس خلق بجهاز تناسلي مخالف للذي عند المرأة و فقط. و بالتالي، فلا علاقة له بالرجولة.

من هذه الفكرة المنغمسة في البساطة، نلج موضوعنا و الذي يتمحور حول الذكور في الحراك الأمازيغي، عوض الرجال.
فساحة النضال الأمازيغي باتت نثنة، بعض ناشطيها يطالبون "بالدموقراطية" و "الحداثة" و "العلمانية"، و واقع حالهم يكشف عن تدن فكري و أزمة أخلاق.
الحديث هنا يصب في خانة كيفية تعامل الذكور الأمازيغية، حيال رفيقاتهم في الساحة.

فالخطاب الرسمي الدائر والتساؤل الذي دائما يطرح، هو عن قلة المناضلات و عزوف الناشطات عن الحراك الميداني، بينما إذا استفسرنا عن قرب من كل واحدة، سنجد لها ألف قصة و قصة ترويها، كانت سببا لها في الإنسحاب و التواري أو أخذ موقف من بعض ممن يدعي النضال و الدفاع عن كرامة حفيدات "ديهيا"!
ما يستشيط له الذكور الأمازيغ و ما لا يتقبلونه، هو عندما تكشف حقارتهم و لعبتهم من طرف الناشطات، هو عندما يستوعبن مبادئهم و مطالبهم المنمقة بالنفاق.
الذكور الأمازيغ هم أولائك الذين يحتنقون غضبا في صمت عندما يفضح العنصر النسوي منهجهم، فلا يستطيعون مواجهة ولا يجدون ردا، سوى الاعتماد على مرجعيتهم اللاأخلاقية، بحيث و كما تملي عليهم غريزتهم الذكورية أن الضرب في أعراض هؤلاء الناشطات هو الحل لإسكاتهن، لأنهم شبوا على فكرة أن المرأة تخجل حين الخوض في عرضها، فيستغلون الموقف حتى إجبارها على الصمت و التراجع، تاركة لهم الساحة يرتعون فيها كما يحلو لهم.

هذه لعبة قذرة مورست و ما تزال، و كل من يقرأ هذه السطور، يهز رأسه تأييدا، و أغلب الفتيات في هذه اللحظة، يستعرضن مواقف مماثلة وقعن فيها. هذه حقيقة للأسف و ليست من ضرب الخيال أو الطعن في أخلاق الناشط الأمازيغي، أبدا، فأزمة الأخلاق هذه صارت امتهانا عند البعض و يراها أنسب تهمة يلصقها بناشطة ما حين توجهها ضد "التيار".

من السهل جدا الخوض في أعراض الناس و خصوصا النساء، و قول أن فلانة مع فلان، أو فلانة مع فلان و آخر في نفس الوقت، و أنها تعزز مكانتها في الساحة فقط بهذا الأسلوب! ما أسهل الكلام، وانهقوا مادامت لا ضريبة تؤدى عنه لحد الساعة.

ما لا يعلمه هؤلاء الذكور، أن الفتيات لا يتشابهن؛ فهناك من تفضل الإنسحاب تفاديا "للشوهة" المجانية، و هناك من تستسلم للتيار و لا تعارض حتى لا يشار إليها بالبنان، و هناك أيضا من تثق في نفسها و لسان حالها يقول : "زيدوا في إشاعاتكم إذا كانت ستشفي غليلكم".

هذا و باختصار شديد، الذكر الأمازيغي الذي يضرب في عرض رفيقاته، ناسيا أن له أخوات و أن عائلته لا تخلو من تاء الثأنيت، هذا هو من من المفروض أن يدافع عن رفيقاته في الحراك، هذا هو من لم تثمر فيه تربية الأهل، هذا هو من اتخذ النذالة و الحقارة شعبتين من الأخلاق، هذا هو من بدأ يجعل من ساحة الحراك شبهة للعنصر النسوي، هذا هو من يتحرك في خفاء و من يضرب في الظهر، هذا هو من يقال له : "إذا لم تستحي، فاصنع ما شئت".

تحية مني لكم أيها الرجال الأحرار.