الناصري/ زعباطي - جديد أنفو
الزواج هو ذلك الرابط المقدس الذي يجمع بين شخصين راشدين وقادرين على تحمل جميع المسؤوليات المتعلقة بهذا التعاقد الذي تنشأ على أساسه مؤسسة الأسرة، ويلغي كل المسافات بينهما بهدف الاستقرار وتكوين أسرة كما أسلفنا، ولكي يكون للعلاقة طعم ولون وجب أن يكون الزواج قائما على التوافق الفكري والعاطفي وليس قائما على المصالح بمعنى أن يكون زواج روحين لا زواج جسدين. لكن للواقع كلمة اخرى يكفي أن تلقي نظرة على آخر الاحصائيات حول نسبة الطلاق لتجد ان الارقام مقلقة الى حد ما، وبطبيعة الحال الكل يعلم اين يكمن الخلل وراء فشل العلاقات الزوجية لكننا للأسف نجيد ثقافة التجاهل، حسنا لنذكر لعل الذكرى تنفع المتزوجين والمقبلين على الزواج، نجد مثلا العبارة الرائجة في الوسط المغربي التي تقول"نزوجوه باش يدير عقلو" (لنزوجه حتى يعقل) وهذه أكبر غلطة يرتكبها بعض الناس كأنما الفتاة مصحة للأمراض النفسية والعقلية قادرة على تصحيح واصلاح ما افسده الآباء والمجتمع في تربية أبنائهم لتجد نفسها مربية لأبنائها وزوجها في الوقت نفسه.
يقال كل ما بني على باطل فهو باطل نفس المعادلة في الزواج اذا كان مبني على التلاعب او المصلحة فمصيره الفشل. هذا يذكرنا بنزار قباني عندما قال : "لا ادري لما يعتريني الشعور أحيانا ان العلاقة بين الرجل والمرأة العربية هي علاقة عقارية، ينطبق عليها كل ما ينطبق على العلاقات العقارية من معاينة، ودفع رسوم واستملاك". سنجد أنفسنا نتقاسم الفكرة نفسها مع نزار قباني بالنظر إلى واقع العلاقات داخل المجتمع المغربي، وما يجعل الفتاة تحس انها فعلا بصدد ابرام صفقة عقارية او تجارية هو ذلك المهر، هذا الأمر يبعث على الاحساس بذات المرأة كسلعة تباع او تشترى، كأنها تتحول من إنسان إلى شيء يمكن المتاجرة فيه بأبخس الأثمان، والمحزن أنه يعتبر شرطا أساسيا من شروط الزواج، لا ندرك تماما هل الأمر يتعلق بفريضة أم بسنة أم فقط بتقليد متوارث، قد يقول البعض إنه بمثابة هدية للعروس وهو كنوع من الاحترام والتقدير.
الشيء نفسه ينطبق على الرجل الذي تدفع له المرأة المهر في بعض القبائل الهندية ومناطق أخرى، لماذا إذن لا نأخذ الأمور بكل البساطة المطلوبة ونؤكد على أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، ومن أراد أن يعتبر المهر هدية دون النظر إلى رمزيته فإن للهدايا أماكنها وتوقيتها والسبب الثاني باعتباره نوع من التقدير لاداعي لنقاش هذه النقطة فالاحترام لم يكن يوما بدفع مبلغ معين بل الاحترام والاهتمام يكون بالفعل، وهنا سنجد أن معظم الشباب يؤمنون بأنهم يرغبون في علاقات إنسانية يغمرها الحب والاحترام.
لا تعدوا هذه الصفقة التجارية (العلاقة) أن تكون امتلاكا، اي امتلاك الزوج لزوجته فهذه الأخيرة تجرد من كل انسانيتها لتصبح بذلك شيئا، انها وعاء لأطفاله الذي تقوم بحملهم تسعة أشهر وتسهر على رعايتهم وحمايتهم وفي الأخير ينسبون الى هذا الزوج.أما في المساء فهي تصبح آلة لتلبية رغباته الجسدية، وعندما لا تعود الزوجة صالحة بالنسبة للرجل فإنه يطلقها ويدفع لها مبلغ مالي مقابل المتعة الجنسية بحسب ما قضت معه.
فعلا إنه نوع من البغاء المقنن، والبغاء هو حدوث عملية جنسية بين رجل وامرأة مقابل إشباع رغبات الرجل الجنسية وإشباع حاجيات المرأة الاقتصادية، والفارق هنا أن الرجل يدفع المال دفعة واحدة للمرأة والبغاء الآخر يقوم بدفعه بالتقسيط.