شيماء زعباطي وسهام الناصري - الدار البيضاء / جديد أنفو
المرأة المغربية لبنة أساس في نهضة المجتمع. عندما نتحدث عن المرأة في المجتمع المغربي وخصوصا في المغرب العميق أو المغرب غير النافع كما يسمونه، أول ما يتبادر إلى الأذهان هو ذلك الكائن القابع في البيت المنشغل في الطبخ والأولاد. ذلك الكائن المغلوب على أمره الضعيف الحساس. المرأة في هذه المجتمعات هي التي تعرف أن تقول نعم وكفى دون أي تفكير مسبق، ولكي تلقى استحسان المجتمع عليها أن تكون دائمة الخضوع والرضوخ والتبعية للرجل.
من خلال هذه النظرة الذكورية السلبية للمرأة يتضح أن المجتمع يجردها من كل إنسانيتها، فالإنسان كائن ناطق وهذا ما يميزه عن الحيوان ،إضافة إلى النطق هو كائن مبدع وله تصور للحياة وللمستقبل ولا يمكن أن يكون لدينا مجتمع قوي دون نسائه وأفكارهن وتصورهن لشكل المجتمع الذي يردن.
المرأة في هذا المجتمع إذن لا تعدو أن تكون مجرد آلة لخدمة الزوج وإنجاب الأطفال، فهي تكاد لا تعرف سوى الأمور التي تتعلق بالطبخ والتنظيف، أصبحت تهتم بجسدها وتصاب بحالة من الاكتئاب والتذمر إذا ما شاخت وترهل جسدها لأن الجسد بالنسبة لها هو أغلى ما تملك وإذا انتهى هذا الجسد فقد انتهت حياتها كأية آلة جديدة نشتريها ومن كثرة الاستعمال تنتهي صلاحيتها.
الأمر الذي ينبغي أن يكون هو أن تعامل المرأة نفسها ومن طرف المجتمع كإنسان أغلى ما يملكه هو ملكة الفهم، فالمرأة لا تقل فهما عن الرجل، والأكيد أن المجتمع يجب أن يسمح بالمنافسة على أساس الكفاءة، وحينها يمكن الحديث عن رقي المجتمع وذلك بفضل جميع مكوناته التي لا فضل فيها للرجل على المرأة أو العكس. يقول الفيلسوف الكبير كارل ماركس"إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما، أنظر إلى حال المرأة " وهذا الذي تقدمنا بذكره في المجتمع المغربي العميق هو حال ذلك الكائن الضعيف المقيد بالتقاليد البالية المهينة لكيانها، قسوة الطبيعة من جهة وقسوة المجتمع من جهة أخرى.
لا يجب أن ننسى بأن المرأة هي الأم، هي الأصل، هي الشجرة، ولذلك فهي تحتاج إلى بيئة نقية طاهرة لتثمر ألذ وأطيب الثمار، لكن لا حياة لمن تنادي. فالرجل المغربي-في اعتقادنا- مصاب بجنون العظمة، لن تنتظر ذلك المريض المتسلط ليعفو عنها وينصفها بل عليها أن تتمرد وتكافح لتنال حقوقها وتنفض عنها غبار الذل والاحتقار. وأن تثور المرأة وتضمن حقوقها في هذا المجتمع الذكوري ليس أمرا هينا لأنها تأخذ قطعة لحم من فم أسد جائع ... لكن هذا لا يعتبر إنجازا عظيم في حد ذاته لأننا نطمع في أن يكون إنصاف المرأة نابع من الوعي الإنساني وليس تحت قوة القانون وينتهي بذلك كل التضارب والإصطدامات بين الجنسين.