عبد الرحيم بناوي /فاعل تربوي

يعيش الأساتذة المكونون المكلفون بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالمغرب وضعا استثنائيا.هم أساتذة وأستاذات في تخصصات متنوعة يحملون شواهد متفاوتة(إجازة_ماستر_دكتوراه...) استعانت المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين أمام العوز في مواردها البشرية وتزايد أفواج الطلبة المتدربين من أساتذة وأطردعم و إدارة،فعهد إليهم القيام بمهام التدريس والتأطير والمواكبة وكانوا أهلا لذلك فأثبتوا كفاءتهم وأكدوا جدارتهم،وقد اجتمع فيهم ما تفرق في غيرهم من تمكن في التعلمات و حنكة تدبيرية للوضعيات و براعة ديداكتيكية و مهارة بيداغوجية جعلتهم ينتقون من بين المترشحين،فقاموا بواجبهم أحسن قيام و قد صقلوا تجاربهم بفضل مشاركتهم في أيام دراسية و دورات تكوينية و ندوات وطنية و دولية في مجالات التأطير و الإشراف على التداريب الميدانية و البحوث التداخلية و المشاريع الشخصية و الملفات التراكمية الخاصة بالأطر المتدربة. وخلافا لما ينص عليه المقرر الوزاري006/23 الخاص بتحديد شروط و معايير انتقاء الموظفات و الموظفين الذين سيعهد لهم بالقيام بمهام التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين لاسيما المادة13و التي تنص على تعيين هذه الأطر بعد سنة من التكليف من لدن السلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية أو من طرف مديري الأكاديميات بعد تقييم مدى قدرتهم على التواصل و انخراطهم في الأنشطة و مواظبتهم والتزامهم بالسلوك المهني . لكن خلافا لمقتضيات هذا المقرر يتم الاستغناء عن خدماتهم و إرجاعهم إلى مقرات عملهم في نكران تام لما قدموه ل من خدمة و في تبخيس فج لما يتمتعون به من كفاءة. 

مناسبة الكلام عن هذه الفئة من نساء و رجال التعليم هو إقدام الوزارة على توسيع العرض التكويني بفتح مراكز فرعية بالمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين في عدة أقاليم والتلويح بإصدار المرسوم الخاص بتنظيم هذه المراكز و وإحداث مسالك جديدة تنسجم ومقتضيات النظام الأساسي الحديد 2.14.140 ؛وهو ما يقتضي من مسؤولينا إعمال الحكمة في البحث عمن سيساهم في الارتقاء وتجويد التكوين بالمراكز و الانتصار لمطالب أساتذة و أستاذات كلفوا فوفقوا،فلا مانع من إعمال منطوق مقرر 6 فبراير 2023 مادام جاريا ولم ينسخ و تعزيز الموارد البشرية لمراكزنا الجهوية بكفاءات تكرر تكليف البعض منها لعشر مرات وقد نجحت في كل ما أسند إليها من مهام و أبدعت في تلقين ما أنيط بها من مجزوءات.