زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

الرشيدية أو قصر السوق من المدن المغربية  التاريخية الاصيلة و العتيقة التي احتضرت بها قاعة العروض السينمائية ،ولا يمكن  لجيل الستينيات أوالسبعينيات ان يجحد فضل هذه القاعة أو ينكر فضل المشرفين عليها حيث كانت معلمة تجمع  الفكر والثقافة والمذاهب المختلفة ،ولم تقتصر  وظائفها على العروض فحسب، بل كانت منتدى لنادي النخيل الذي كان يعرض افلاما سينمائية تهم فكر المرحلة وتتم مناقشتها بشكل  عنيف بين المثقفين .

 

سينما الواحة " المير " بالرشيدية حاليا كعامل معنوي مساعد  لا كبناية اصبحت اثرا بعد عين، ولا وجود لها في الرمزية  الا في الذاكرة الجماعية لأهل قصر السوق اغلقت ابوابها وانتقلت لمالك اخر، ولا يمكن تحويلها لأي مشروع تنموي بديل،  الا بموافقة المركز السينمائي المغربي شأنها شأن  حال باقي قاعات العروض  السينمائية بمدن مغربية مختلفة.

 

مجموعة من المثقفين الغيورين على الشأن الثقافي والسينمائي بالمدينة يناشدون ويلتمسون من الجماعة الترابية ومن الرئيس سعيد كريمي  كمثقف عضوي بالمدينة على المستوى الوطني والدولي أن يشارك هؤلاء المثقفين همومهم بالتدخل من اجل إنقاذ هذا الفضاء، فلا هو صالح للتجارة بقوة القانون، ولا هو صالح الآن لممارسة اي نشاط ثقافي لأنه في ملكية آخرين والذين لا يستفيدون بدورهم من هذا العقار الذي يتواجد في مكان حيوي بالمدينة بالقرب من مركز الشرطة والمحكمة الابتدائية والولاية ،وحدود التدخل كما يراه الكثير من المتتبعين هو اقتناء العقار من اجل تحويله لا للتجارة بل من اجل تحويله لمركز ثقافي ليسهل نقل العقار قانونيا ،ويمكن انذاك ان يستثمَر ثقافيا وانشاء دكاكين تجارية فيه لها علاقة بالترويج الثقافي لا المستهلمك اليومي من التجارة كما يمكن ان تستغل هذه الدكاكين  في عرض منتوجات مجالية او كل ما له علاقة بجواز سفر المدينة ثقافيا وفكريا وفنيا.

 

كما  اقترحت فعاليات  اخرى ان يكون التشارك بين مالكي العقار والجماعة ومجلس الجهة والمجلس الاقليمي والمديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة والتعليم والمجلس العلمي والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وشركاء اخرين من اجل احياء هذه الذاكرة الجماعية للمدينة وللاقليم ،كما اقترحوا المكان فضاء للقاءات موسعة من اجل استوديو التصوير لمنافسة مدن اخرى حيث تزخر المدينة والاقليم بما يستحق المشاهدة والتصوير ،العمل ليس سهلا وشتان بين التنظير والتزيل نحن نقول ونقترح ونحاول ان نكون مساهمين ،وعلى الذين يملكون الاداة والوسيلة ان يقوموا بما يلزم للتاريخ ولذواتهم ومجتمعهم،قد تمضي المناصب وتمضي الكراسي وينزل من كان فوق ويصعد من كان  تحت لكن الذاكرة لا تنسى وعيونها لا تنام.

وفي ذات الموضوع صرح  المفكر والباحث 'صواك موحا' من الوجوه المثقفة المعروفة وطنيا ودوليا  قال :

 

j'ai souvent accompagné mon père au cinéma L'oasis.Je garde deux impressions ineffaçables de ces moments particuliers : le plaisir de partager avec mon père ce moment particulier et l'émotion de découvrir un monde fantastique où nous conduisait le film. C'était là où j'ai compris qu'il existait un monde différent du nôtre et que nous n'étions pas les seuls êtres humains à vivre sur notre planète.Dans la salle obscure mon monde grandissait et mon imagination atteignait d'autres univers auxquels je n'avais jamais pensé accéder un jour.Il est devenu urgent d'ouvrir le monde aux enfants et la porte en est le cinéma.C'est l'un des moyens de faire comprendre à la jeunesse qu'il y a un monde réel et un monde virtuel auquel on accède dans une salle avec plusieurs personnes.Les spectateurs partagent ce moment qu'ils savent virtuel pour sortir se retrouver immédiatement immergés dans la vie réelle.La décision et le rituel d'aller au cinéma était la frontière entre le moment du rêve et celui de la réalité était assumé consciemment au moment de payer son ticket.

 

وأضاف قائلا:

 les amateurs du cinéma la demande gracieuse aux autorités compétentes d'agir pour la réouverture du cinéma l'oasis de Errachidia.Ce geste très fort sera une grande réalisation culturelle pour la ville.Et c'est aujourd'hui le moment propice d'autant plus que la décision est entre les mains de décideurs cultivés et soucieux de l'avenir d'une ville universitaire et qui se développe très rapidement vers le meilleur.

 

الاستاذ 'عبد الله سوهير '  الفاعل الجمعوي  قال :

' سينما الواحة، ذاكرة   أجيال من ابناء قصر السوق ،لعبت دورا اساسيا في تعرف الشباب في هذه المنطقة على الفن السابع  كما كانت تحتضن عروضا مسرحية لمجموعة من الفرق المسرحية الوطنية وسهرات فنية  لمجموعة من المطربين و المجموعات الغنائية  الوطنية '.

وأضاف: 'للأسف الشديد  تعتبر حاليا مكانا مهجورا عبارة عن اطلال لا يعرف تاريخها الا  أجيال الخمسينات و الستينات و السبعينات ' وأردف بالقول ' و نظرا لحاجة المدينة لمزيد من المؤسسات الثقافية نلتمس من المجلس الجماعي التدخل  لاقتناء هذا  المعلمة الثقافية و تحويلها إلى مركب ثقافي و سينمائي  ،خاصة و أن جهة درعة تافبلالت تعرف  إقبالا  متزايدا لتصوير افلام العالمية .'

وختم بالقول من تمة يجب التدخل لدى المركز السينمائي المغربي CCM  للمساهمة في دعم و تنمية الثقافية السينمائية  في الجهة بإحياء  القاعات السنمائية الميتة في مدن الرشيدية و ورزازات و تشيد قاعات أخرى في زاكورة و تنغير وميدلت  و ارفود.

الأستاذ محمد حجاجي الكاتب والمثقف والمتتبع للشأن الثقافي بالمدينةقال:

حين أغلقت سينما الواحة، سينما المير، أبوابها في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حُرم أطفال وشباب وعامة ساكنة المنطقة من الوسيلة الوحيدة، خصوصا في فترة افتتاحها في خمسينيات القرن الماضي، التي كانت تتيح العلاقة الحميمة مع الصورة، أول الأمر، ثم اكتساب ثقافة سينمائية حديثة، بعد ذلك، لما توطدت تلك العلاقة وصار في مخزون المرتادين رصيد مهم من المشاهدة والاطلاع على عدد مهم من الأشرطة السينمائية المتنوعة التي كان صاحب القاعة،

محمد المير يضيف رحمه الله، ينتقيها بعناية (فرنسية وأمريكية ومصرية وهندية...). وقد ازداد الوعي بأهمية المشاهدة السينمائية في التثقيف والاطلاع، فيما بعد، لما أصبحت سينما الواحة فضاء لعرض أشرطة نادي النخيل السينمائي التابع آنذاك، للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم)، ومناقشتها.

مع العلم أن القاعة لم تكن تعرض فيها الأفلام السينمائية فقط، وإنما كانت فضاء أيضا للعروض المسرحية المحلية والوطنية، وكذا السهرات الموسيقية وبعض الندوات...
 لهذا، فإن إغلاق القاعة واستمرار ذلك الإغلاق إلى حدود اليوم، يعد خسارة ثقافية وفنية كبيرة لساكنة المدينة وجوارها، ولذا فالمطلوب تظافر جهود الوزارة الوصية والسلطات والمجتمع المدني وكل الغيورين على الثقافة والفن والفرجة الهادفة من أجل إعادة فتح القاعة، أو إحداث مؤسسة ثقافية فنية بديلة تعوضها.

 

الأستاذ مونتسير رئيس نادي النخيل السينمائي  من 1982 إلى 1986

اربعون  سنة مرت مند أغلاق سينما الواحة بالرشيدية أبوابها و ساكنة مدينة الرشيدية ظلت محرومة من شيء اسمه قاعة السينما , و هذا ما معناه أن أجيالا من شباب و أطفال  هذه المدينة نموا و ترعرعوا دون أن تتاح لهم فرصة التعرف على هندسة و شكل و مكونات قاعة السينما بل لن تتاح لهم فرصة ولوج قاعة السينما إلا إدا سافروا إلى مدن مثل فاس و مكناس و الرباط و غيرها من المدن المتوفرة على دور للسينما و التي تبعد عن مدينة الرشيدة بأكثر من 300 كلم.
عرفت مدينة قصر السوق ( الرشيدية حاليا) قاعة السينما مند عهد الإستعمار الفرنسي حيث احتضنت عرض الأفلام التجارية من أفلام رعاة البقر و أفلام الكاراتيه كما أفلام فريد الأطرش و عبد الحليم حافظ...الخ. فكانت السينما في  مناسبات الأعياد جزءا من أفراح العيدحيث يتسابق الأطفال لاقتناء تذكرة ولوج قاعة السينما ...

إلى جانب العروض التجارية كانت سينما الواحة تحتضن العروض المسرحية و التجمعات الحزبية و كدا العروض السينمائية التثقيفية و التي كان يتولى تنظيمها نادي النخيل السينمائي لفائدة منخرطيه من تلاميذ الثانوي و الموظفين فكانت صبحيات كل يوم أحد تشكل مناسبة لإغناء الرصيد المعرفي فيما يخص الثقافة السينمائية لدى منخرطي النادي.
و بصفتي كنت رئيسا لنادي النخيل السينمائي لمدة أربع سنوات من 1982 إلى 1986 و ما عرفته تلك المرحلة من ازدهار و تنوع في الأنشطة السينمائية الإفريقية و العربية و الآسيوية و الأوروبية و تجارب السينما المغربية و الفلسطينية و غيرها فإنني أعتبر إغلاق قاغة السينما بالرشيدية مند سنة 1987 جريمة في حق شباب المنطقة المحروم من تغدية معارفه من الثقافة السينمائية.

 

الأستاذ محمد حمداوي فاعل جمعوي ومهتم بالمجال السينمائي.

على اعتبار انتمائي للأجيال  التي حظيت بفرصة الاستفادة من قاعة السينما الوحيدة، قاعة سينما الواحة " سينما المير" والتي لعبت دورا مهما في حياة سكان قصر السوق بشكل عام وحياة شبابها بشكل خاص، فدورها لم يقتصر على الترفيه فحسب، بل لها قدرة على إلهام الإبداع وتوسيع آفاق فهم الحياة، وإثارة طيف واسع من المشاعر، وبالتالي لها دور هام في تشكيل مواقف الشباب وسلوكياتهم.

حرمنا منها فيما بعد، وحرم الجيل الموالي منذ الثمانينات من القرن الماضي، من متعة مشاهدة الأفلام السينمائية في قاعة عرض خاصة، عوض المشاهدة عبر شاشات التلفاز والهواتف .ومن هذا المنطلق، كفاعل جمعوي في المجال، اود إثارة انتباه كل من له غير على شباب هاته المدينة، إلى إيجاد شكل من الأشكال يمكن عبره إحياء فكرة تلك القاعة السينمائية، كذاكرة جماعية بالمدينة، وكذلك لملء الفراغ الحاصل في المجال، خدمة لشبات وشباب هاته الربوع.

 

الاستاذ لحسن عيي شاعر وروائي.

تعيش مدينة الرشيدية في السنوات الأخيرة نهضة ثقافية واعدة، تعكسها مبادرات شبابية، وفعاليات فنية، وعودة الروح إلى مجموعة من الفضاءات الإبداعية. غير أن هذه النهضة تُطرح معها أسئلة ملحة حول مصير بعض المعالم الثقافية التي شكّلت ذاكرة المدينة ورافعتها الرمزية لعقود. وفي مقدمتها "سينما الواحة"، التي كانت منذ سبعينات القرن الماضي مركز إشعاع سينمائي وثقافي، بل نافذة لأجيال متعددة على الفن السابع.

 

ورغم موقعها الإستراتيجي وسط المدينة، فإن هذه المعلمة باتت اليوم غائبة عن المشهد الثقافي، ولم تعد تُذكر إلا في بعض المؤلفات التي يؤلفها كتاب ومثقفون غيورون على تراث المدينة.

وفي ظل بُعد الرشيدية عن المراكز الحضرية الكبرى كفاس ومكناس، وباعتبارها مدينة تنتمي إلى المجال الواحي، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة التفكير في دور هذه السينما المهملة، واستثمارها من جديد كفضاء ثقافي يعكس طموح المدينة، ويواكب تطلعات شبابها، ويمد جسور الذاكرة بالمستقبل.

 

الاستاذ عبد السلام تزلي فاعل حقوقي وسياسي بالجهة.

الكل يتساءل عن مصير مقر سينما الواحةبالرشيدية ؛فمنذ عقود اغلق هذا الفضاء الثقافي والترفيهي، والذي كان المتنفس الوحيد للطاقة المثقفة وعموم المواطنين لقضاء احسن اللحظات في عطلة نهاية الأسبوع....دون أن ننسى ان سينما الواحة كانت حاضنة للنادي السينمائي النخيل الذي ساهم وبشكل كبير في تكوين الشباب في مجال قراءة الأفلام ومناقشتها بشكل راق.

ان مايعيشه هذا الفضاء الآن  والذي كان مدرسة للشباب لا يشرف مثقفي المدينة....ولهذا يجب البحث عن صيغة لاحيائه من جديد طبعا بالجلوس والتفاوض مع مالك المقر حاليا....واقترح انشاء لجنة للترافع حول هذا المكسب الذي يجب العمل على بعثه من جديد..

الكاتب محمد ازروال قال :

*L'époque du cinéma Oasis* 

 

Autrefois, entre les années 60 et 80, Errachidia abritait une véritable perle culturelle : le Cinéma Oasis, unique salle obscure de la ville. Véritable havre de divertissement et de réflexion, il constituait pour la population, et en particulier pour la jeunesse, bien plus qu’un simple lieu de projection. C'était une fenêtre ouverte sur le monde, un miroir de la société, un espace où l’on venait chercher des réponses, des émotions, des idées.

Chaque film projeté devenait un événement. Les thématiques abordées éclairaient souvent des problématiques sociales méconnues, éveillaient les consciences et nourrissaient les esprits. Notre génération, chanceuse, a grandi avec cette richesse : des séances hebdomadaires du Ciné-Club, soigneusement animées par des professeurs passionnés, transformaient le cinéma en salle de classe vivante.

L’ambiance y était vibrante, presque magique. Attendre dans la file, discuter du film en sortant, débattre ensuite au lycée … tout cela faisait partie d’un rituel formateur. Ce lieu de culture, d'éveil et de rencontres fut pour nous un guide discret mais essentiel.

Aujourd’hui, hélas, Errachidia a perdu ce phare culturel. L’absence de cinéma a laissé un vide profond dans le paysage éducatif et affectif de la jeunesse actuelle. Le souvenir du Cinéma Oasis reste vivant, comme une flamme dans la mémoire collective d’une ville en quête de renouveau culturel.

 

الصحفي محمد جرو من هواة وعشاق سينيما الواحة من الثمانينات  يقول 

لايمكن الحديث سابقا عن قصر السوق /الرشيدية دون الحديث عن فضاء وحيد للفن السابع ،سينما الواحة وصاحبها المير ،وكانت بالمقابل أندية ومهتمون بهذا الفن الرفيع ،أتذكر جمعية النخيل كما أتذكر علاقة ذلك بالأندية السينمائية ،لذلك أصبح من الضرورة إعادة إحياء ذلك الفضاء ،أو بناء قاعة سينمائية على شاكلة الجيل الجديد من المراكز الثقافية التي سارت فيه وزارة الشباب والثقافة والتواصل -الثقافة ،من غير المقبول أن تبقى عاصمة جهة درعة تافيلالت دون قاعة ودون نشاط أو مهرجان للفن السابع وهي الحبلى بطاقات وكفاءات عالية في هذا المجال ،المجال الجغرافي الذي هو قبلة للمخرجين العالمين وأهل تافلالت دون فضاء للسينما إن منطقة مرزوكة ،بل وعلى امتداد وادي الرتب اتجاه الريصاني وقصور تافلالت بمثابة استوديوهات طبيعية ،لاينقصها إلا معهد بقاعة للسينماء لشباب المنطقة الذين يضطرون للهجرة لتفريغ إبداعاتهم وطموحاتهم متحسرون شأني شخصيا على تقلص هامش الإبداع بالمنطقة ... 

الاستاذ الدكس عبد العزيز   من رواد الفضاء ومهتم بالشأن السينمائي قال :

كان دخولنا الى هذا الفضاء رحلة تخترق الزمان والمكان والموروث الثقافي حيث الانصهار التام في أجواء الفيلم انه سفر خارج الذات الى حلم يطمح اختراق عوالم جديدة كما أنها كانت بداية لتشكل وعي من نوع خاص مع حضورنا لبعض الافلام المعروضة من طرف النادي السنمائي جمعية النخيل حيث كانت جل الافلام المعروضة من المعسكر الشرقي.

في انتظار ردة فعل ما. اتقدم بشكري الكبير  ككاتب واعلامي ومن هواة هذا الفضاء مذ كنت تلميذا في الرابعة اعدادي سابقا  للذين يحملون  مشعل الفكر والثقافة ،صناع الفكر والابداع بالرشيدية وبالاقليم و الذين لا يشتغلون في الخفاء  وشكرا لجميع المتدخلين والى حلقة سينمائية اخرى قريبا بحول الله.