سؤال الحضارة و التحضر سؤال أطرحه باستمرار ، خاصة عندما أكون في بعض الفضاءات العامة التي يلتقي فيها عموم المواطنين، و التي من المفروض أن تضبطها قوانين و عادات مجتمعية و أخلاق . و في هذا الاطار سبق لي أن طرحت سؤالا يقول : هل نحن شعب متحضر، تناولت فيه فوضى السير في الطرقات و الشوارع ، حيث لا احترام لقانون السير و لا لحق الأسبقية ، و لا احترام حتى للحد الأدنى من التسامح و التخلق .

و اليوم أعيد طرح نفس السؤال ، ولكن من خلال التطرق لقضية عشتها و نعيشها يوميا تقريبا ، و تتعلق بما يمكن أن أسميه تنظيم أنفسنا في الفضاءات العامة التي هي ملك مشترك لنا ، بحيث تكون مثلا في محل تجاري وسط عشرات المواطنات و المواطنين تنتظر دورك لأداء واجب ما اقتنيته من مشتريات ، ثم تأتي مواطنة أو مواطن من الخلف و يتجاوز كل الواقفين محاولا في تجاهل تام الاعتداء على حقهم و على النظام الذي بدونه تسود الفوضى .

و بالفعل فان هذه القضية التي قد تبدو بسيطة كثيرا ما تسببت في خصومات وصلت أحيانا إلى السب و الشتم ، و أحيانا أخرى إلى الضرب و الجرح مع ما يتبع ذلك من إشكالات قانونية قد تصل إلى المحاكم و تصبح قضايا تترتب عنها أحكام ، و الحال أن المسألة بسيطة جدا ، فلو احترم كل واحد منا حق الآخر لوفرنا على أنفسنا جميعا الكثير من الجهد و من تشنج الأعصاب و ما إلى ذلك .