مولود بوفلجة - جديد انفو
الأضحى تضحية !!!
من أجل عيون الكبش ومن أجل قرونه ولحمه وشحمه ومن أجل نشوة النحر امتثالا للسنة النبوية أو مباهاة ومسايرة للتقاليد، يضحي كثير من المغاربة ببعض أثاث المنزل أو ببعض حلي الزوجة و قد يضحي البعض بمبدئه الثابت في عدم الاقتراض و"يسلم رأسه" للأبناك و للمقرضين فداء رأس الكبش و منهم من ضحى بلوازم الدخول المدرسي أو أجلها على الأقل إلى حين ربما لعلمه أن المدرسة لم تعد تصنع الفرحة و لم تعد تستحق التضحية فلنصنعها إذن بالأملح الأقرن.
أما "خدام الدولة" ومترفوها ومدللوها فأعيادهم هبات وهدايا من أموال الفقراء، كما حجهم و عمرتهم و سائر أمور "دينهم و دنياهم"
علاش لحم العيد بنين !!!
لحم العيد لذيذ و مشتهى ليس لقدسيته ولاجتماع الأحباب و الأهل فقط و لكن لأنه أغلى لحم يمكن أن تأكله في حياتك،والنفائس دائما مشتهاة، فقد يصل ثمن الكيلوغرام الواحد 150 أو200درهم أو أكثر لأن الأمر يتدخل فيه السماسرة والمتاجرون بأزمات العباد و مناسباتهم.
ومع أن الحولي البطل المفدى قد لا يتعدى لحمه بعض الكيلوغرامات فإن التقليد يقتضي أن يكون كل واحد جزار نفسه فيقتني المرء كمية كبيرة من الفاخر والسواطير و السكاكين..و لقدسية لحم العيد فإن الناس يهيؤون له كل مستلزماته ،بوفرة غير مبررة من ، العطرية و البصل و التوم و قارورات والماس و الكوكا كولا كأنهم يأكلون اللحم لأول مرة.
في شأن توزيع الذبيحة:البركة تحضر
حديث الناس عن توزيع الذبيحة فيه من التفصيل و المبالغة ما يجعل الأمر مثيرا للسخرية و فيه ما قد يوهمك أنك لست أمام كبش وإنما أمام حيوان بضخامة فيل ،فالرأس له يومه المخصوص و للكبد يومه المعلوم و الأحشاء كرداس أما اللحم فمنه ما يشوى للأهل و الزوار و منه المبخر و المفور ومنه ما يملح ويقدد ومنه ما يعد به الخليع ومنه ما يحتفظ به لعاشوراء ومنه ما يوضع في ميكات خاصة في الثلاجة للأيام التي تلي العيد.
البركة حاضرة خروف العيد "بحال خزين مولاي ابراهيم الهز منو و الزياد عليه''
لون الأضحية:فضل البيضاء على السوداء !!!
النظرة الدونية للون الأسود لا تقتصر على الإنسان لوحده كمظهر من مظاهر العنصرية بل تتعداه إلى خروف الأضحية ففي المأثور الديني و الشعبي تفضل الذبيحة البيضاء على السوداء فقد جاء في الحديث النبوي أن دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين . و العفراء هي البيضاء بياضا غير ناصع.
و قد رتب النووي الأضحية حسب لونها فقال أفضلها البيضاء ثم الصفراء ثم الغبراء و هي التي لا يصفو بياضها ثم البلقاء و هي التي بعضها ابيض و بعضها أسود ثم السوداء
و قد جاء في الشروح أن سبب التفضيل هو التعبد و قيل حسن المنظر و قيل طيب اللحم
و الاستنتاج هو أنك إذا أردت أن تتقرب لله حقا و أردت جمالية المنظر و طيب اللحم فاجتنب الأضحية السوداء و لنا في الأسواق إجابة شافية في الموضوع.
شروط الاضحية و سلامتها من كل عيب !!!
إذا حاولت أن تدقق في شروط الأضحية و ما يجوز فيها و ما لا يجوز و استشرت في ذلك الأئمة و الأطباء و الكسابة فيلزمك أن تخضع ذبيحتك لفحص طبي شامل و أن تجري لها سكانيرلأنها فيجب أن تكون خالية من أي عيب و أن تكون نشيطة و عيونها لامعة و لاتوجد إفرازات بأنفها و لا يكون بها اسهال.... و الجميع يعلم نوع اللحوم التي تسوق للمغاربة على مدار السنة بأكملها.
و من النوادر التي حضرتني في هذا المقام أن رجلا بدويا من قصور مدغرة بالرشيدية سمع بهذه الشروط فقال لناصحه'' انا كاع ما تندير هاد تمسومانت لولادي نديرهم لخروف العيد"
المواكبة الأعلامية للعيد !!!
القنوات الإذاعية و التلفزية المغربية تجد فرصة في مناسبة العيد لإملاء الفراغ و لإتحافنا بتقارير يومية تافهة من قلب الأسواق ومن المحطات الطرقية ومن المذابح ومن المصلى. تقارير حفظناها من كثرة تكرارها كأنها مواضيع إنشائية لتلميذ كسول نقلها من دفاتر قديمة دون أن يكلف نفسه عناء البحث.
و تكثر البرامج التي تتحدث عن السلامة الصحية وعن طرائق التعامل مع لحم الأضحية و تكثر برامج الطبخ التي تبين للمغاربة كيف يحضرون شهيوات العيد في احتفالية واضحة باللحم لا بالعيد.
موسم الهجرة نحو الجنوب
لعيد الأضحى لدى فئات عريضة من المغاربة ،خصوصا سكان الجنوب و الجنوب الشرقي، قدسية كبرى لذلك تجدهم يشدون الرحال في رحلة العودة إلى المنبت للاحتفال مع الأسرة الكبيرة فتعمر القرى و المداشير والمدن الصغرى بالذين هاجروا من أبنائها بحثا عن ظروف عيش أفضل أو إعالة الأهل فمناسبة العيد الكبير عندهم تستحق عناء السفر و مكابدة الرحلة محملين بالهدايا كل حسب ظروفه و مستواه المادي فيصبح طريق العودة سيلا من السيارات والطاكسيات والحافلات.وكما أن من الاكباش ما يمتطي السيارات الفارهة و سيارات الدولة إجلالا لمقامه فمن المغاربة المساكين من يتكومون مثل الاكباش في الترونزيتات و البيكوبات و الحافلات المهترئة.
المناسبة أيضا تكون فرصة لضخ الأموال في صناديق شركات الاتصالات من خلال كم المكالمات الهاتفية التي تجري بين الناس ومن خلال كم الرسائل النصية المنسوجة على مقاسات الجميع و التي تجوب الجوالات في المدن والقرى وهو نوع جديد من صلة الأرحام التي هيأها التقدم الحاصل في مجال الاتصال.