مولود بوفلجة - جديد انفو
فصل في طور الانجاز:الاستغلال العصري للصناع التقليديين
تحتضن مدينة الرشيدية هذه الأيام ما يسمى بالمعرض الجهوي للصناعة التقليدية بجهة درعة تافيلالت الذي تنظمه وزارة تدعى وزارة الصناعة التقليدية و الاقتصاد الاجتماعي و التضامني من 12 يوليوز إلى 31منه و بهذه المناسبة نالت المدينة حظها من ''النشاط الوطني''من سهرات و غناء و رقص في إحتفاء بشيء غير موجود و هو الصناعة التقليدية في معرض صوري يثير الشفقة جُز فيه بمجموعة من الحرفيين الفقراء الذين يتم توظيفهم لتأثيث المشهد من السكاكا و الخرازا و القدارا و البرادعيا و الروابزيا و نسوة الطرز و النسيج....
و قد وفرت لهم الوزارة مشكورة الإقامة في فنادق بأثمنة عالية و اكترت لهم الكيطون ديال العرض بالقد أو القد.وقد أسر لي أحدهم أنه كان يفضل لو منحوه ثمن إيجار الفندق و الأكل ليشتري به شايا و زيتا و طحينا لأبنائه ..إنها مسرحية محبكة الإخراج أبطالها هم المسؤولون و الكومبارس فيها هم الحرفيون
الفصل ما قبل الأخير:سرجوا لي عودي واعطوني لجامو باش تركب عليه القايدة سومية
جاء إلى مدينة الرشيدية لا يمتلك من الأثاث شيئا غير ما يقدم به الأساتذة الجدد من ''رحيل'' يشبه عش بلارج جاء من مدينة بجعد و ما أدراك ما بجعد..كان أستاذا عاديا بكل ما تحمله الكلمة من معنى اهتم بقراءة المنطقة و أهلها أكثر من اهتمامه بالمقرر الدراسي لبس عباءة الدين لثقته أنها ''تتوكل الخبز'' في هذا الزمن و في هذه المنطقة بالذات،وجد الأرض خصبة رغم جفافها و بدأ الحرث لأن ''الحرث او الزواج بالنية'' و تافيلالت أرض النية. استعان بجند من أهل البلاد و ركب ظهورهم بعد أن أناخوا و سار خطوة خطوة إلى أن أوصلوه إلى المقام المحمود الذي ما كان يخطر بباله حين قدم يحمل حوائجه في صرة..اقتنى من السيارات أفضلها لأن الوطن سخي رحيم و غير فراشه و بدل العتبة و اقتنى لصحبه من الكاط كاطات ما تشتهي الأنفس و ترك جنده من أهل قصر السوق بعد أن أوصاهم بالقناعة أوفياء ''لبيشكليط البالو و الموبيليط و البيجو'' التي اقتنوها من المغفور لهما قادري و الكصيبي ..و تجول هو على متن أساطيله عبر ربوع كل الوطن و ظلوا هم أوفياء لأغنية باعوت ''يالغادي مسافر حْدّْك تِعْلَالِين''
الفصل الثالث:المدود قبل أغيول
في زمن الجمود حيث توقفت كل المشاريع التنموية في جهة الفقر و الهشاشة درعة تافيلالت جهة آمنت بالمقولة المحلية الشهيرة ''المدود قبل أغيول''لازالت كل المقرات المواكبة للجهوية لم تبنى بعد، فهي إما مكتراة أو محتلة لمقرات مؤسسات ،فالأكاديمية الجهوية للتعليم اتخذت مقرا لها من ثانوية الإمام مالك وبتنغير على سبيل التمثيل لازال مقر العمالة كل هذه الأعوام في طور الانجاز و كذلك الحال بالنسبة للمديرية الإقليمية للتعليم التي مازالت تحتل فضاء مدرسة سيدي مسكور ناهيك عن الثانويات التي عينت أطرها الإدارية و التربوية و لازالت هي في طور البناء كثانوية المرابطين و الخوارزمي و قبلها كذلك كان الحال في ثانوية تافيلالت بالرشيدية
الفصل الرابع :مشاريع عملاقة
بالجهة مشاريع بعضها ظل مجرد وعود لازالت لصيقة بأفواه المسؤولين كالمستشفى الإقليمي لمدينة تنغير الذي كان من المفترض ،حسب تصريح وزير الصحة ،أن تنطلق فيه الأشغال بداية شهر أكتوبر من سنة 2015 و كان سيعفي ساكنة منطقة شاسعة من رحلة الشتاء والصيف إلى الرشيدية و ورزازات في طريق مفتوح على أبواب الموت.. و هناك مشاريع أخرى بدأت لكي لا تنتهي على الرغم من بساطتها كمدارات مدينة كلميمة التي لو كلف بها جيش سليمان من النمل لكان قد أكملها لكن لأنها أوكلت إلى بني البشر من مسؤولينا فهي لازالت تراوح مكانها في صورة مضحكة مبكية..الأمر ذاته ينطبق على قنطرة تنحداد التي استبشر الناس خيرا لأنها ستعوض قنطرة الموت الضيقة لكن البعض قد يقضي نحبه دون أن تتم بها الأشغال.
ورغم كل ذلك و غيره كثير و متشابه بزاكورة و ميدلت وورزازات من الأمور التي لم نذكرها و الأمور التي لا نعرفها فقد دقت طبول الحملة الانتخابية و ها هم تجار الانتخابات من اللحي و من الوجوه الحليقة يذكروننا بمنجزاتهم و يدعوننا إلى تجديد الثقة فيهم لإكمال ما تبقى من فصول المسرحية..